ينقل
صاحب أعيان الشيعة أن سبب حبسه أنه وشى
به تقي الدين الجبلي الخيامي بعد ظهور
إمارة الارتداد منه ـ الخيامي ـ وانه
كان عاملياً ثم بعد وفاة هذا الفاجر
قام على طريقه شخص آخر اسمه يوسف بن
يحيى وارتد عن مذهب الإمامية وكتب
محضراً يشنّع فيه على الشيخ محمد بن
مكي العاملي وكتب في ذلك المحضر سبعون
نفساً من أهل الجبل ممن يقول بالإمامة
والتشيع وارتدوا عن ذلك وكتبوا خطوطهم
تعصباً من بن يحيى ونقل صاحب أعيان
الشيعة حكاية عن صاحب مقاتل الفضل في
سبب حقد ابن جماعة على الشهيد هو أنه
جرى بينهما يوماً مناظرة وكانا
متقابلين وأمام الشهيد دواة يكتب بها
وكان الشهيد صغير الجثة وابن جماعة
كبيرها فقال ابن جماعة تحقيراً له إني
اسمع حساً من وراء الدواة ولا أرى
شخصاً فقال له الشهيد أن ابن الواحد لا
تكون جثته اعظم من هذا. وهذا الجواب ينم
عن الأخلاق العالية التي كان يتمتع بها
الشهيد (رحمه الله) وسرعة البديهية
التي يمتلكها ثم أن لقب الشهيد هو أول
من لقب به من علمائنا ولما استشهد
الشيخ زين الدين لقب بالشهيد أيضاً
وصار يقال لمحمد بن مكي الشهيد على
الإطلاق أو الشهيد الأول ولزين الدين
لقب الشهيد الثاني. وينقل صاحب روضات
الجنات أنه رأى بخط الشهيد الثاني على
ظهر مجموعة من الرسائل النفيسة كلها
بخطه ابياتاً للشهيد الأول ارسلها إلى
(بيدمر) لما حُبس في قلعة دمشق وهي:
بكــــــم
خوارزم والاقطـــــار تفتخـــر
يا أيها الملك المنصـــــور
بيدمــــــــــر
وما
جنيت لعمـري كيـــــف أعتـــــذر
إني اراع بكـــــم فـــــي كـــــل
آونـــــة
باؤوا
بوزر وأقـــــل ليـــــس ينحصر
لا تسمعن فـــــي أقـــــوال الوشاة
فقد
إني
برئٌ من الافك الـــــذي ذكــــروا
والله والله ايمـــــانـــــاً
مـــــؤكـــــــــدةً
أحبـــــه
وصحـــــاب كلهـــــم غـــــررُ
عقيدتي مخلصاً حب النبـــــي ومـــــن
ثم
الاصـــــولان والقـــــرآن
والأثــــر
الفقه والنحو والتفسيـــــر
يعـــــرفني
إلى
فقيـــر وقطميـــــر لـــــه
خطـــــر
لأننـــــي والـــــه العـــــرش
مفتقــــــــر
ربي
وأستـــــاذ دار ظـــــل
يذكــــــــر
لا استغيث من الضـــــراء
يعلــــــــم ذا
واغنم
دعايي سراراً بعد إذ جهــروا
فامنن اميري ومخدومـــــي على رجل
في
خدمة النجل في ذا العام محتضر
في كل عام لنـا حـــــج وكـــــان
لنـــــا
ممتعـــــاً
بحماكـــــم عمـــــره عمـــــر
محمد شاه سلطـــــان الملـــــوك
بقــى
والآل
والصحـــــب طـــــراً بعده زمرُ
ثم الصلاة علــــى المختـــــار
سيدنـــــا