الوحدة الاسلامية

الوحدة الاسلامية

ولي أمر المسلمين آية الله العظمى السيد الخامنئي «دام ظلّه»

بسم الله الرحمن الرحيم

اُبـارك واُهنّئ هـذا العيد السعيد ـ مـولد النبـي الأكرم محمد المصطفى (ص) وحفيده الإمام الصادق (ع) ـ لجميع 

المسلمين في العالم ولا سيّما الشعب الإيراني العزيز والعظيم والحضور المحترمين والضيوف الأكارم.

إنّ مولد الني الأكرم (ص) يُمثّل نقطة بارزة في التاريخ بالنسبة لكل مسلم. فهذا المولد هو الذي أدّى فيما بعد الى حدوث حركة عملاقة في تاريخ البشرية، وإنَّ كل فضيلة موجودة في العالم اليوم منشؤها ـ ولو بشكل غير مباشر ـ تلك البعثة المباركة وإقامة مكارم الأخلاق من قبل ذلك النبي العظيم (ص)، وهذا أمر يشعر به كل إنسان مسلم.

وليس هناك نقطة تتمحوّر عندها عواطف الاُمة الإسلامية ومشاعر الطوائف الإسلامية المختلفة أفضل من الشخصية المقدّسة للنبي الأكرم (ص)؛ لأنَّ جميع المسلمين يكنّون المودة الشديدة لذلك الإنسان العظيم، فهو محور الاُمة الإسلامية طوال التاريخ، ولهذا فإن لهذا المولد أهمية بالغة عندنا.

طبـعاً فـي تـاريـخ الإسلام وبعـد مـائة عـام ـ تقـريباً ـ على وفـاة الـنبي (ص) وصلت الإمامة لحفيده الإمام جعفر الصادق (ع)، فكان هذا بعثاً جديداً للأهداف والمعارف الإسلامية.

والجمهورية الإسلامية تولي عناية خاصة بمولد النبي الأعظم (ص) وبعثته وكل ما يرتبط به (ص). لماذا؟ لأن الجمهورية الإسلامية هي المكان الوحيد في العالم المعاصر ـ أو لنقل أهم مكان في العالم ـ يتمّ فيه تنفيذ الأحكام الإسلامية بصورة رسمية وتُتخذ فيه القوانين والمقررات طبقاً لأحكام القرآن والسُنة النبوية الشريفة.

فهنا دولة قائمة باسم الإسلام، وهذا ـ في الحقيقة ـ يلقي بالمسؤولية على عاتق جميع المسلمين في العالم. فعندما تقام حكومة على أساس الإسلام يعني ان الإسلام اتُخذ منهجاً لادارة شؤون الحياة، أما حينما يكون الإسلام موجوداً في المجتمع على شكل عقائد وأعمال فردية من دون ان تكون هناك حكومة للدين، فإن القرآن والإسلام يصبحان مهجورين في ذلك المجتمع.

فما معنى قول اللّه عزّ وجل في القرآن الكريم في سورة الفرقان {وقال الرسول يا ربِّ ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً}؟ فما معنى هجر القرآن؟

{إتخذوا هذا القرآن مهجوراً} لا يعني ان المسلمين تخلّوا عن القرآن وعن الإسلام وأبعدوهما عن حياتهم من الاساس، فهذا ليس اتخاذ كما عبر القرآن الكريم. {اتّخذوا هذا القرآن مهجوراً} يعني ان القرآن موجود بين ظهرانيهم لكنه مهجور وبعيد عن ساحة الحياة. فماذا يعني هذا؟ إنّ هذا يعني أن القرآن يُتلى من قبل أفراد المجتمع، ويحترم في الظاهر، ولكن لا يُؤخذ بأحكامه وقوانينه. فبحجة فصل الدين عن السياسة سُلب من القرآن الكريم حقه في حكم المجتمع.

فلو كان من المقرر ان لا تكون للإسلام حكومة: فلماذا خاض النبي (ص) كل ذلك الجهاد العظيم؟ فلو ان النبي (ص) كان يقول لمعارضيه اننا لا نتدخل في شؤون حكومتكم، ولا في إدارة شؤون حياتكم، ولا في السلطة السياسية للمجتمع، بل يكفي ان يعتقد الناس بهذه الأمور ويؤدّوا الأعمال العبادية داخل بيوتهم، فلو كان يقول ذلك لم يكن من الواضح ان يُفرض عليه خوض كل ذلك الكفاح المرير. فخلاف النبي (ص) معهم كان حول السلطة السياسية وسيطرة القرآن الكريم على تلك السطة.

فمعنى هجر القرآن يعني ان يبقى للقرآن اسم ولكن لا تكون له اية سلطة في المجتمع. وعلى هذا فإن أية بقعة من العالم الإسلامي لا تكون فيها الحكومة للقرآن تعتبر مصداقاً لشكوى النبي (ص) "يا ربِّ ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً".

أما في الجمهورية الإسلامية فلا أثر لهذا الهجران. فالقرآن أصبح هو المحور للقوانين العامة في المجتمع، يعني أن كل ما يرتبط بإدارة شؤون المجتمع يؤخذ من القرآن رسمياً ولا إسمياً. فجميع القوانين تستمد من القرآن الكريم، وكل ما يعارض القرآن يتم نبذه وإبعاده، وحتى السلطة السياسية فإنها تستمد مقوماتها من المعايير القرآنية.

أما القيم السائدة في المجتمع فهي قيم قرآنية، وكل فرد مؤمن وخدوم يحظى بالاحترام والقبول في هذا المجتمع الإسلامي. فالمسؤولون في البلاد يحظون بحب الشعب الإيراني الشديد لهم؛ لأنهم يعملون بأحكام القرآن، ولأجل إيمانهم وتديّنهم والتزامهم بالأمور الشرعية. فهذا المجتمع هو الذي يكون فيه القرآن حيّاً وفعّالاً وبعيداً عن الهجران ـ وهكذا هي الجمهورية الإسلامية ـ؛ ولهذا فان ايّ مسلم وفي أيّ مكان من العالم ـ بحكم حبّه ومودّته للقرآن وللنبي الأكرم (ص) ـ يشعر بالمسؤولية تجاه الجمهورية الإسلامية التي ترفع راية الإسلام عالياً، وهذا هو العامل الذي دفع ويدفع أعداء الإسلام لانتهاج اُسلوب عدائي ووحشي في تعاملهم مع الجمهورية الإسلامية.

فكل من يعارض القرآن والإسلام في العالم يجسّد تلك المعارضة وذلك العداء والعناد بشكل واضح من خلال إبراز عدائه للجمهورية الإسلامية.

فهذا معيار عام أصبحنا نشاهده في العالم. إنَّ أعداء الإسلام في أية بقعة من العالم هم في حالة عداء وخصومة مع الجمهورية الإسلامية وكلما ازداد عداؤهم للإسلام وحاكميته ولتمسّك الشعوب به إزداد عداؤهم للجمهورية الإسلامية كما تشاهدون ذلك في جميع أنحاء العالم. طبعاً إن هذا العداء هو عداء عقيم وفاشل، وان القوى الاستكبارية تخطئ حينما تتصوّر أن الجمهورية الإسلامية هي حكومة كباقي الحكومات يمكن إخضاعها باستخدام الوسائل السائدة، كالحصار الإعلامي، أو ممارسة الضغوط السياسية، أو فرض الحصار الاقتصادي وغيرها من الأساليب.

فالقضية هنا ـ في إيران ـ هي قضية إيمان وتمسّك بالدين، قضية تكليف شرعي للشعب الإيراني في الدفاع عن هذه الحكومة وهذه الدولة التي ترفع راية الإسلام، كما هو تكليف باقي المسلمين في العالم؛ ولهذا قامت القوى الاستكبارية ـ ومنذ انتصار الثورة ـ بكل ما استطاعت من عداء وخصومة وحياكة للمؤمرات السياسية والاقتصادية والعسكرية ضد الجمهورية الإسلامية، وقد كان إمامنا الراحل (رض) يقول دوماً: إن هذا العداء ليس ضدنا ـ في الحقيقة ـ بل هو عداء للإسلام وللقرآن.

وهذه نقطة يجب ان يلتفت إليها جميع المسلمين في العالم.

وأما اُولئك الذين نشاهدهم اليوم وهم يخوضون مواجهة ضد الجمهورية الإسلامية ـ سواء على الساحة الإعلامية، أو في ميدان المواجهة السياسية، أو في مؤامراتهم الاقتصادية المختلفة ـ فهم ـ في الحقيقة ـ اُناس أعلنوا عداءهم للإسلام ولا يوجد عندهم ما يمكن التستر عليه. طبعاً في الماضي لم يكونوا يبرزون هذا العداء للإسلام إلاّ أن تقدم الحركة الإسلامية أجبرهم على إظهار ما يُبطنون. فالضجّة الإعلامية التي أوجدتها أمريكا وإسرائيل ـ التي تعتبر الكلب المسعور لأمريكا ـ حول قضية الانفجار في الارجنتين هي إحدى نماذج ذلك العداء.

وبطبيعة الحال فإن هذا النوع من الحملات الإعلامية ليس جديداً علينا ولا نعير له أية أهمية. فالجمهورية الإسلامية في حياة الإمام المباركة ـ خلال عشر سنوات من عمر الثورة ـ كانت في مواجهة دائمة مع الإعلام المعادي. فمتى كانت مثل هذه الحملات الإعلامية ـ وبحجج مختلفة ـ متوقفة ضد الجمهورية الإسلامية؟

وبالرغم من كل ذلك فقد كانت الجمهورية الإسلامية تخرج دوماً من تلك المواجهات منتصرة ومرفوعة الرأس ـ كما حدث في المرة الأخيرة، وكما كان يحدث دوماً ـ. فإيران الإسلامية لا تخشى أمثال هذا الإعلام؛ لأننا لسنا تلك الدولة التي يصيبها الضرر والخسران من جراء الحملات الإعلامية التي تثيرها الصحف العميلة في العالم والإذاعات الصهيونية، والمسؤولون الأمريكيون البذيؤون وأمثالها. فلكثرة الحملات الدعائية التي شنّوها ضدنا أصبحنا نمتلك المناعة ضد الإعلام المعادي، فالأمر ليس مهماً لنا من هذه الناحية؛ لأن شعوب العالم لا تصدّق هذا الإعلام المزيّف، باستثناء عدد قليل من السذج والسطحيين. إذن فنحن لا نتضرر كثيراً من هذه الناحية.

ولقد سمعت بأن الشعب الأرجنتيني نفسه متذمّر من موقف حكومته الضعيف والمتهاون ويعتقد بأن هذا العمل قامت به أمريكا و(إسرائيل) نفسها. وقد ثبت للعالم أجمع ان ذلك الانفجار كان من تدبير أمريكا وإسرائيل. وبالرغم من ذلك فقد قاموا بحملة إعلامية مزيفة لا تستند الى أي أساس وأحدثوا ضجة دعائية عرف زيفها حتى شعب تلك الدولة نفسه. إذن فالناس يعرفون الحقيقة في غالب الأحيان؛ ولهذا فإننا لا نواجه مشكلة من هذا الجانب.

إلاّ أن هذا الأمر ـ زيف الحملات الدعائية ـ يكتسب أهمية من جانب آخر: وهو انه ينبغي ان تعرف إيران الإسلامية ويعرف محبّو الثورة الإسلامية وعشّاق الإسلام ـ من خلاله ـ مدى إصرار الجهاز الحاكم في أمريكا والأجهزة الاستكبارية الاُخرى على مواجهة الجمهورية الإسلامية؛ الأمر الذي جعلهم يتمسّكون بمثل هذه الحجج الواهية من أجل شن الحملات الدعائية الكاذبة ضدها، كما أنه أمر مهم لمعرفة مدى أهمية ومصيرية وجود الجمهورية الإسلامية وحكومتها القائمة على أساس القرآن والإسلام في هذه المنطقة من العالم في التصدي لأهداف أمريكا الاستكبارية. فعلى الصعيد العالمي يشكل وجود الجمهورية الإسلامية عقبة أمام أهداف ومطامع القوى الاستكبارية. ولهذا فإنها تميل الى مواجهتها بأي وسيلة كانت، حتى لو كانت تلك الوسائل واهية وضعيفة ـ حينما تعجز عن الحصول على وسيلة اُخرى ـ وهذا شيء مهم لعدة أسباب:

أوّلاً: فمن جانب يحاول الإعلام الغربي الإيحاء بأن الجمهورية الإسلامية في حالة ضعف وسقوط! فإذا كانت في حالة ضعف فلماذا تخشاها القوى العالمية المتسلّطة الى هذا الحد؟ ولماذا تبذل الجهود الحثيثة لتشويه صورتها في العالم وفي أذهان الرأي العام العالمي؟ فهذا لا يدل على شيء سوى امتلاك الجمهورية الإسلامية ـ وبالرغم من تلك الحرب الإعلامية ـ لمكانة بارزة ومرموقة سواء في العالم الإسلامي أو خارجه.

ثانياً: لقد ثبت مدى الخطورة التي يشكّلها وجود دولة مستقلة ـ لاتريد الاستسلام والخضوع أمام الأهداف الاستكبارية ـ على الخطط الاستكبارية. فما تهدف إليه الدول الاستكبارية في العالم ـ وعلى رأسها أمريكا ـ من مؤامراتها ضد الدول النامية ودول العالم الثالث هو: ان تكون الحكومات في تلك الدول خاضعة بشكل تام للسياسة الأمريكية. فإذا ما قامت مثل هذه الحكومة في بلد ما، فإن الدول الاستكبارية سوف تتغاضى عن كل نقيصة في تلك الدولة، فلا يتعرضون لقضية حقوق الانسان فيها حتى ولو كانت لا تملك مجلساً تشريعياً ـ ولو صوريّاً ـ فلا يقولون لا توجد فيها ديمقراطية، ولا يقولون إنها حكومة قبلية، ولايقولون ان حقوق الإنسان تُسحق وتُضيّع في تلك الدولة. فالمعيار ـ في نظر هؤلاء ـ هو تسليم وعمالة الدول والحكومات للسياسات الأمريكية، فإذا تحقق ذلك فإن تلك الحكومة والمسؤولين فيها سيكونون ـ من وجهة النظر الأمريكية ـ اُناساً مقبولين ولا توجد لديهم اية شائبة ولايجب ممارسة ضغوط ولا إثارة الحملات الإعلامية ضدهم.

ولكن إذا وجدت حكومة مستقلة وشعبية، تعير الأهمية لمعتقداتها الخاصة، وتعتز بثقافتها، والمعيار والملاك عندها هو مصالح شعبها، وتتخذ مواقفها على أساس معتقداتها وليس لإرضاء هذا أو ذاك، فإن هذه الحكومة تكون مرفوضة لديهم بأي شكل من الأشكال؛ حتى لو كانت لديها أفضل أنواع الديمقراطية، وفيها أفضل المجالس التشريعية، وتحكمها أحسن الحكومات الشعبية، وسوف يتهمونها بفقدان الديمقراطية. هذا هو الوضع الذي تمارسه الأجهزة الاستكبارية، كالحكومة الأمريكية التي تدّعي اليوم قيادة العالم.

فمع وجود هذه النظرة الضيقة وهذا العناد الذي تمارسه القوى الاستكبارية ضد الحكومات والشعوب فهل سيبقى لديها الصلاحية لإدارة شؤون العالم؟ ومن وجهة نظر القوى الاستكبارية في العالم، فإن جريمة الجمهورية الإسلامية هو التمسّك بالإسلام، والالتزام باستقلالها الذاتي ومصالح شعبها!

وهذا هو سر قوة الجمهورية الإسلامية واقتدارها ـ يا اخواني واعزائي ـ، وهذا هو السر أيضاً في عجزهم ـ حتى هذا اليوم ـ عن توجيه ضربة رئيسية لها. فقد مارسوا الضغوط ضدها وقاموا بالأعمال الخبيثة، وارتكبوا الأعمال المخالفة للرجولة، ونفّذوا الخطط الإرهابية داخل البلد، وساندوا الإرهابيين قولاً وعملاً؛ ومن خلال السكوت الذي يكشف عن رضاهم. فتلك الدول التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان ومعارضة الإرهاب وقفت متفرجة أمام تلك الحادثة العظيمة التي وقعت في مشهد وامتنعت عن إدانتها ولو بكلمة واحدة. ولكن وبالرغم من كل ذلك، فإن الجمهورية الإسلامية تواصل طريقها على المستوى العالمي بفخر واعتزاز، وان سر اقتدارها يكمن في تمسّكها بالإسلام.

والشيء المهم لشعبنا في ذكرى هذا المولد المبارك، وفي اسبوع الوحدة، وفي هذه الايام التي جرت فيها العادة على تكريم أبناء الشعب لخدّامه ـ الحكومة الخدومة في الجمهورية الإسلامية ـ هو معرفة: ان التمسّك بالإسلام والعمل بأحكام القرآن هو السر في بقاء واقتدار النظام الإسلامي، وان الوحدة يجب ان تكون قائمة على أساس الإسلام والاعتصام بحبل اللّه، لا على أساس الخرافات أو القوميات المتهرئة. فوجود الاُمة الإسلامية يستند الى الوحدة القائمة على أساس الإسلام. إذن فالتمسّك بالإسلام من جميع الجوانب هو الدرس الذي يستخلصه شعبنا من هذه الأيام ومن هذه الذكريات.

فعلى أعضاء مجلس الشورى المحترمين ان يبذلوا جهوداً حثيثة من أجل تشريع وتصويب القوانين التي تنطبق بشكل كامل مع أحكام الشرع المقدّس؛ الأمر الذي يلبي حاجات الناس ويضمن لهم السعادة كما كان وما زال حتى يومنا هذا. ـ وبحمد اللّه ـ فإن قوانين الجمهورية الإسلامية هي أرقى القوانين وأكثرها انطباقاً مع الأحكام الإسلامية. فقوانينها الاقتصادية والحقوقية والقوانين المختلفة التي لها ارتباط بعلاقات الناس مع بعضهم البعض، كلها قائمة على أساس الإسلام. ويجب ان تكون جهود الحكومة منصبة على إحياء القيم الإسلامية في أوساط المجتمع أكثر فأكثر، والتقوى هي أسمى وأعظم تلك القيم؛ فالتقوى هي التي تضمن لنا مواصلة السير في طريق الإسلام وهي تعني مراقبة النفس بشكل مستمر، والتقوى لا تختص بفئة من الناس.

فعلى كل إنسان ـ وفي أي مكان كان وكل عضو من أعضاء المجموعة العاملة في جهاز الدولة بدءاً بأصحاب المناصب العليا وانتهاءاًَ بالموظفين العاديين، وكل فرد من أفراد الشعب وفي أي مكان يعيش ـ أن يحذر من الخروج عن طريق الإسلام القويم.

فالإسلام وعد بالنصر والقرآن وعد بالتقدّم والنجاح في جيمع جوانب الحياة. فالقرآن يُصلح دنيا الناس وآخرتهم ـ كما نشاهد ذلك ـ خلال هذه الفترة الوجيزة التي حكم فيها الإسلام هذا البلد. فقد اُنجزت أعمال ـ من أجل رفاه الشعب ـ لا يمكن مقارنتها بما اُنجز في العهود الماضية، والخدمات التي قدمت للطبقات المحرومة خلال هذه الفترة لايمكن مقارنتها بما اُنجز من أعمال وما قُدّم من خدمات قليلة قبل انتصار الثورة بالرغم من وجود كل هذه المشاكل والعقبات في طريقها.

فنهج الإسلام هو نهج السعادة. والمعيار الذي نعرف من خلاله مدى التزامنا بالإسلام هو التقوى، وكل فرد يمكنه معرفة ذلك من خلال عمله الشخصي، فالتقوى تعني مراقبة النفس مراقبة مستمرة. فاحذروا أيّها الاخوة والأخوات في جميع الأرجاء ان تتجاوزوا ما يُرضي اللّه سبحانه وتعالى، ولا تتبعوا شهوات النفس فتضلوا عن الطريق الإلهي.

وعلى المسؤولين في البلاد وعلى السلطات الثلاث (التشريعية، والقضائية ، والتنفيذية) ان يضعوا تلك الاُمور نصب أعينهم ـ وهم سائرون في هذا الطريق والحمد للّه ـ فأنتم لا يمكنكم العثور على مسؤولين بهذا المستوى من التقوى والطهارة كالمسؤولين في الجمهورية الإسلامية.

فعليهم (المسؤولين) مواصلة هذا الطريق فهو طريق النصر، وان العدو فشل في جميع تجاربه مع المسلمين وسوف يتكرر فشله على رغم أنفه.

أسال اللّه سبحانه وتعالى ان يوفقنا للسير في طريق الإسلام والقرآن وطريق الوحدة؛ وحدة القلوب والأعمال، وأسأله سبحانه وتعالى ان يوفّق شعبنا لمواصلة طريق الإسلام ـ الذي اختاره ـ حتى نهاية المطاف، وأن يتمكّن ـ بعون من اللّه ـ من ردّ كيد الأعداء الى نحورهم.

والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته

من فكر القائد