كان
يظن الآخرون - من غير الإمام - أنه
ينبغي الإعتماد إما على الشرق أو
الغرب، وأنه يجب أن نعتاش إما على خبز
هؤلاء ونمدحهم، وإما على خبز أولئك
ونثني عليهم. لم يكونوا يتصورون أن
بإمكان شعب أن يقول للشرق والغرب معاً
"لا" ويقاوم ويثبت بوجههما ويرسخ
أقدامه يوماً بعد آخر، بيد أن الإمام
برهن على إمكانية حصول ذلك.
(إن
الذكرى السنوية لتأسيس قوات التعبئة
الشعبية) تعيد الى أذهاننا ذكريات
أولئك الناس العظام وقليل الإدعاء،
الذين عقدوا العزم على الدفاع عن
القيم الإلهية ولم يخافوا من الأبّهة
الزائفة للقوى التي برزت تحارب القيم
الإلهية وتحاول القضاء عليها من أجل
المحافظة على الأفكار والقيم
الجاهلية الغربية.
وإنها
لَتُعيد الى الأذهان ذكرى مئات
الألوف من أصحاب الشهامة من سكان
القرى والمدن ومن الكَسَبة والعمال،
ومن الطلبة الجامعيين وطلبة الحوزات
الدينية، ومن الأطباء والممرضين، ومن
المهندسين والفنانين، ومن موظفي
الدوائر والكَسَبة والتجار، ومن
الكهول والشبان، الذين لبَّوا نداءات
إمامهم المتكررة، ذلك الإمام المحبوب
والمعشوق المقدس الأوحد، سماحة
الإمام الخميني (أعلى الله كلمته)،
فاتجهوا نحو الله وأعرضوا عن الدنيا،
فحظي بعضهم بفوز الشهادة وامتحن
بعضهم بالوقوع في الأسر والإصابة
بالجروح والعلل والعاهات الجسمية.
فيما عاد بعض منهم الى بيوتهم
وأجسادهم وأرواحهم غارقة في النور
والبركة، سالمين غانمين، ليكونوا
ذخائر مذخّرة ليوم الحاجة من أجل
الدفاع في خدمة الإسلام والثورة،
والوطن والأمة {فمنهم مَن قضى نحبه
ومنهم مَن ينتظر وما بدّلوا تبديلا}.
"
إنني أعتقد أن الجمهورية الإسلامية
العظيمة والقوية والعزيزة هي أعز
تَرِكة وإرث تركه ذلك الشخص العظيم
لقومه وشعبه، وهي تأتي بالدرجة
الثانية بعد ميراث الإسلام الذي
أبقاه الرسول الأكرم (ص) لأمته وقومه".
"في
هذا اليوم نجد - ولله الحمد - أن على
رأس القوة التنفيذية في هذا البلد
رئيساً كان أساس أمل الإمام، وموضع
ثقته في جميع الأمور السياسية
والعسكرية في البلاد، ونرى أن هذا
امتياز كبير حظي بنيله شعبنا في الوقت
الراهن".
"إن
مسؤولي البلاد الخدومين - وبالمقارنة
مع نظرائهم الذين يشغلون نفس
المسؤوليات في البلدان الأخرى - أناس
إستثنائيون وبارزون، فهم من الشعب
وإليه، وهم خبراء بمعاناة هذا الشعب،
وهذا يعدّ قيمة كبرى بالنسبة
للمتصدين لهذه المسؤوليات.
وإن
مَن لديه خبرة واطلاع على حياة
الشخصيات السياسية والحكومية في
العالم وعلى سلوكهم وعلاقاتهم، ليفخر
بوجود مثل هؤلاء المسؤولين الذين
شربوا كأساً دهاقاً من نبع الإسلام
وتربَّوا في مدرسة إمامنا الفذ.. مَن
لديه مثل هؤلاء يشكر الله على ذلك".
"إننا
ننظر لحرس الثورة بنفس العين التي كان
ينظر بها إمامنا العزيز لهم،
باعتبارهم الساعد القوي للنظام،
وكخطوة جريئة في مواجهة أعداء
الثورة، فإننا نعتبركم مصداقاً
حقيقياً لكلمة "حارس الثورة
الإسلامية" وكنتم هكذا دائماً،
وهذا ما كنت أعتقده على الدوام.
إنني
أعتقد بأننا لو لم نكن نمتلك جيش حراس
الثورة الإسلامية هذا اليوم لكان
علينا أن نقوم بتأسيسه الآن".
"وها
هو - اليوم - نظام الجمهورية الإسلامية
وهو حصيلة السعي العظيم للإمام
والأمة يقف في أوج اقتداره الناشئ من
مقاومته الصلبة أمام المتحكمين،
واستغنائه عن الناهبين، ليجلب إليه
أنظار العدو والصديق وكل قلوب
المستضعفين والمحرومين في كل مناطق
العالم".
"لقد
حول الإمام هذا العصر الخيالي الى
كيان مشهود له وجود، وكان ذلك بمثابة
المعجزة".
"لقد
منحت ثورتنا الإسلامية الكبرى الأمل
لكل مسلمي العالم، ولهذا فقد رأيتم
كيف أن المسلمين في شرق الأرض وغربها،
في آسيا وأوروبا وأفريقيا وغيرها،
أعلنوا العزاء والتزموا الحداد لوفاة
الإمام وكانوا يقيمون مراسم العزاء
والرثاء له تماماً مثلما كان يقيمها
الشعب الإيراني له، فممّ كان ناشئاً
هذا الأمر؟
إنه
ناشئ عن ذلك الأمر الوطيد الذي منحته
حركة الشعب الإيراني بقيادة الإمام
لتلك الشعوب وملأت به قلوب أبنائها،
فصاروا يعتبرون إمامنا الجليل مظهراً
لآمالهم وموضعاً لثقتهم ولهذا كانوا
يقيمون مراسيم العزاء له بذلك الشكل".
"إن
هناك قضية أساسية في الثورة
الإسلامية في إيران وفي التحرك
العظيم الذي وجده الإمام وهي عبارة عن
الإهتمام بالأمة الإسلامية والعلاقة
العميقة والقوية بين مسلمي العالم
على الرغم من وجود الفواصل الجغرافية
والإختلافات العرقية واللغوية فيما
بينهم. ولربما كانت هذه القضية من بين
القضايا القليلة التي تتطلب بالدرجة
الأولى اهتمام مسلمي العالم كلهم بها".
"وطبعاً
فإن النهضة العظيمة التي قام بها
الشعب وعلماء الدين بقيادة إمامنا
العظيم الفذ، قد طرحت شعارات منعت من
امتزاج الحق والباطل والتباسهما،
وحينما عرف الناس الحق تدريجياً طوال
15 عاماً وعزلوه عن الباطل فقد حسمت
القضية، ولم يسمح الإمام (رضوان الله
تعالى عليه وأعلى الله كلمته ومقامه)
عبر أنفاسه المباركة، بأن يلتبس الحق
بالباطل بعد انتصار الثورة".
"كل
هذه الإنتصارات تحققت ببركة التمسك
بالإسلام وصيانة الإستقلال
والإستغناء عن الأجانب والتوكل على
الله ومساعي الشعب وجهوده الموحدة
خلف قيادة القائد الأوحد الذي لا بديل
له".
"إن
النهضة الإسلامية في إيران بقيادة
منقذ العصر الأكبر سماحة الإمام
الخميني (رضوان الله عليه) وتبعاً
لأسلوب النبي الأعظم والرسول الخاتم،
وقمة الخلقة العالمية الآدمية،
الرسول الأكرم محمد (ص)، تجلت في شكل
ثورة تامة المعالم، وتلك هي طبيعة
الثورة. فهي إن قامت على أساس منطقي
متين فإنها تنطلق مثل البركان وتزلزل
كل [الأركان]، وتصيب بحرارتها ولهيبها
كل مكان وكل شخص".
"إن
الثورة التي أوجدها الإمام ورفع
عليها شهداؤنا بدمائهم القانية
وعطّروها بشذى الورد الأحمر صارت
مشهورة في شتى أرجاء العالم وتعرب عن
حضورها في كل مكان من خلال الصحوة
التي عمت الشعوب المظلومة ومن خلال
تجديد حياة المجتمعات الإسلامية، عبر
التعزيز المستمر لأسس القضايا
المعنوية، وانهيار المادية سواء
الصريحة منها أو المغطاة بالنفاق
والدجل، وبالجملة فإنها طفقت تبرهن
على وجودها من خلال شموخ الحق واندحار
الباطل".
"إذا
اعتبرنا نظام الجمهورية الإسلامية
وهذه الثورة العالمية الكبيرة، وهذا
الإنبعاث العظيم الذي يشهده العالم
والإنبعاث الأعظم منه والحاصل في
بواطن الناس وضمائرهم، وهذا التغيير
الذي حوّل النحاس الى تبر، إذا
اعتبرنا كل ذلك شجرة طيبة - وهو كذلك -
فإن جذر هذه الشجرة الطيبة هي الشخصية
العظيمة للإمام".
"لقد
اهتز صرح القيم والمواثيق والمسلمات
المادية بحركة هذا الرجل".
"كان
القرن المعاصر قرن ظهور المصلحين
الكبار، فمنذ أواسط هذا القرن ظهر
الكثير من المصلحين الكبار والثوار
والسياسيين، كما أن أكثر الحركات
العظيمة التي ظهرت على الصعيد
العالمي أو على صعيد منطقة من مناطقه
قد تكونت في هذا القرن.
إننا
نعرف تلك الحركات، ولكن أياً منها لا
يمكن مقارنتها مع هذا التحرك العظيم
وهذه النهضة والإنبعاث المعنوي الذي
شهده العالم".
"إن
إحدى أعظم الخدمات التي أسدتها
الثورة الإسلامية وإمامها وقائدها
الجليل للشعب المسلم والإسلام هو
إيجاد الحافز في القلوب نحو التضحية
في سبيل الله. حتى غدت هناك الكثير من
النفوس الطيبة في بلدنا وفي البلدان
الإسلامية الأخرى مستعدة للسعي
الدائب وبذل الجهود في سبيل الله،
وتحمل المشاقّ والصعاب تقرباً إليه".
"إن
النجاحات الكبرى التي حققها الإمام
تتمثل في أنه استطاع توطيد أسس القيم
الإلهية ونشرها ورفع لوائها في عالم
كانت تشير فيه كل الأدلة الى انزواء
الدين وتفتت أركانه وتلاشي صورته
وطغيان التصورات المادية وسيادة
الأخلاق المادية وشيوع الأساليب
المادية وانتشار هيمنة الأهواء
الشيطانية والبشرية، وفي عالم صار
يغرق في بحر من القذارات.
ونتيجة
لما قام به الإمام، طفق الذين كانوا
يخجلون من مجرد ذكر اسم الدين على
ألسنتهم، يلهجون بذكر القيم الدينية
ويفخرون بامتلاكهم القيم الدينية،
وهذا إنجاز عملاق، وهو عمل لا يمكن
مقارنته إلا بما قام به الأنبياء، ولا
يمكن أن يُقاس بأي عمل آخر".
"الخاصية
الأخرى، هي أن هذا العهد الجديد الذي
أوجده الإمام هو عصر الإقبال على
القيم الإنسانية واحترام العدل وحرية
الإنسان، واحترام مبدأ (الإنسانية)
واحترام آراء الشعب.
تلك
الشخصية، ومع كل ما كانت عليه من
العظمة، والتي اعترف بعظمتها حتى
أعداؤها، كانت تقول: إن تسمّوني "خادماً"
فهو أحب إلي من أن تطلقوا عليّ وصف "القائد".
إنه كان صادقاً في ما يقول ولم يقل ذلك
للمجاملة أو التظاهر".
"إنكم
أيها الشبان وذوو الشهامة الذين
كسبتم فخر كونكم من السابقين في ميدان
الجهاد وفي حرب السنوات الثمان، التي
هي بمثابة أكبر مفاخر عهد الثورة،
تعتبرون من أفضل ثمار جهود إمامنا
الفذ الفقيد التي استمرت لسنين طويلة
مليئة بالمرارة".
"كان
الإمام الجليل يكنّ لكم أيها الشبان
المجاهدون المخلصون محبة أبوية وكان
قلبه المترع بالنور راضياً عنكم. وهذه
المحبة وذلك الرضى ثروة عظيمة يجب أن
تصان حرمتها والمحافظة عليها.
ولا
شك أن محبة تلك الروح الطاهرة لسليل
النبوة والإمامة ورضاه، لهما نفس
البركات التي كانت تكمن خلال أيام
حياته المباركة".
"إن
لواء تسامي الإنسان الى سماء
المعنويات الذي يرتفع اليوم في هذه
الناحية أو تلك من أنحاء العالم هو في
الحقيقة لواء إمامنا وشهدائه. إنهم
أحياء وسيزداد وضوح كونهم أحياء
يوماً بعد آخر".
"أول
إنجاز كبير قام به هو إحياء الإسلام،
فمنذ مئتي عام والأجهزة الإستعمارية
تسعى جاهدة ليصبح الإسلام مطوياً في
ملف النسيان".
"لقد
أنشأ الإمام الخميني صرح نظام مبني
على أساس القيم الأخلاقية المعنوية
وعلى أساس الدين في عصر كانت القوى
الكبرى تسعى حثيثاً لمحاصرة القيم
الأخلاقية وجعلها تعاني الإنزواء.
ولقد
أثبت الإمام الخميني أن الإسلام ما
زال حياً ويمكنه أن يكون أساساً
متيناً لنظام إجتماعي".
"إن
هذا العهد الذي بدأه الإمام الفذ
الجليل، له العديد من الملامح التي
أهمها نفخ روح العزة والإستقلال
والإستغناء والثقة بالنفس والإعتماد
على الذات للشعب الذي سعى أعداؤه
سنوات طوال أن يسلبوا ثقته بنفسه
ويعتدوا على استقلاله ويمحوا أي
اعتماد له على ذاته، ويسلطوا الآخرين
على مصيره.
هذه
إحدى ملامح العصر الذي تركه لنا
الإمام وأدخله في تاريخنا.
هذا
هو البلد الذي جمّد فيه الرئيس
الأمريكي إعطاءه مساعدة ببضع عشرات
الملايين من الدولارات، واشترط
لإعطائها أن يصبح الشخص الفلاني - وهو
عميل لأمريكا - على رأس الحكومة.
وهذا
هو البلد الذي كانت أمريكا - القوة
الظالمة والمتعسفة في العالم - تعتبر
رئيسه أحد عبيدها الخاضعين وتتعامل
معه على هذا الأساس.
وهذا
هو البلد الذي كانت آراء الشعب
وأفكاره وتطلعاته ورغباته ليس لها
أدنى تأثير في رسم سياسته الإقتصادية
وتقرير مصيره السياسي.
وامتدت
يد معمار الثورة وأب الجمهورية
الإسلامية الى هذا البلد لكي تحوّله
وتحوّل شعبه الى بلد وشعب يوجهان أقسى
الإهانات وأشدها تحقيراً خلال
السنوات العشر الماضية الى نفس تلك
القوى العنيدة المتغطرسة".
"لقد
اهتز العالم ببركة ثورة هذاالرجل،
وهز هذا الرجل إيران أيضاً، ونحن
نعتبر أن للشعب الدور الأول، وكان
للشعب الإيراني الدور الأول في
الثورة، ولكن مَن الذي جعل الشعب يصبح
هكذا؟ فهذا الشعب نفس ذات الشعب الذي
كان يسكن إيران في السابق فمَن الذي
فجّر فيه كل هذه العيون الفوّارة وكل
تلك الطاقات الفعالة؟
إنه
روح الله، ذلك الإنسان العملاق،
وإنني أعتقد أن ذلك يعود الى ارتباطه
بالله وتهذيبه نفسه.
لقد
بدّل الإمام الخميني شعبنا الرازح
تحت نير الجور، وبلدنا المظلوم، الى
شعب ثوري ومتطور في هذا العالم".
"لقد
أنقذ الإمام الخميني شعبنا من الذلة
التي كان يرسف في أغلالها، وكف تسلط
القوى الكبرى الغربية والشرقية عن
شعبنا، وعلّم هذا الشعب الإستقلال
والإعتماد على النفس والتوكل على
الله".
"من
بين أيام الله التي تحتفي بها هذه
الثورة باعتبارها ذكريات بارزة من
ذكريات عهد النضال الذي استغرق ما
يربو على العشرين عاماً والذي خاضه
شعبنا الشجاع والمنتصر، وينطوي كل
واحد منها على إحدى ذكريات إمامنا
الراحل العظيم وقبس من نوره، يبرز يوم
الرابع من تشرين الأول عام 1979 - ذكرى
احتلال وكر التجسس الأمريكي في طهران
من قبل الطلبة الجامعيين - بروزاً
خاصاً، فهو ذو خصائص أكثر تنوعاً
ومضامين أكثر عمقاً وأهمية.
ففي
هذا اليوم إصطفت جبهتا النضال الدامي:
جبهة الظالمين وجبهة المظلومين، جبهة
الإستكبار والتسلط وعلى رأسها أمريكا
وجبهة الحق والعدل وحامل مشعلها
وإمامها الخميني الكبير.. كان هذا
الإصطفاف يشاهَد بوضوح في هذا اليوم..
يوم الله".
"لقد
كان احتلال وكر التجسس والتآمر
الأمريكي الذي تم باستلهام من البيان
الذي وجهه الإمام الى الطلبة
الجامعيين وتلاميذ المدارس حول اتساع
موجة الإعتراض والسخط، على الرغم من
كونه رد فعل معاكس في قبال هجمات جبهة
الإستكبار التي شنتها ضد الثورة،
لكنه في الوقت ذاته كان جهاداً
ابتدائياً ضد الإستكبار وعلامة على
وصول الدور لجولة الحق وصولته وتحطم
المعادلات الإستعمارية وتدمير صولة
أمريكا وإبطال مفعول التلقين الذي
استمر عشرات السنين لتخويف الشعوب
وإرعابها".
"أحد
الأعمال الكبرى لسماحة الإمام"
إعادة روح العزة للمسلمين.
فلم
يعد الإسلام موضع اهتمام الأبحاث
والتحليلات، والى أروقة الجامعات
والمجتمعات وحياة الناس فحسب، بل
وبدأ المسلمون في كل أنحاء العالم
يشعرون بالعزة والشموخ إثر نهضة
الإمام.
لقد
قتلوا روح الشموخ والثقة بالنفس لدى
الشعب الإيراني، وجاء إمامنا العزيز
فأحيى فيه تلك الروح".
"والإمام
ليس بين ظهرانينا اليوم، لكن ذكر
الإمام وخطه وشعارات الإمام وأهدافه
تزاد تألقاً وإشراقاً في هذا العالم،
وإن الشعوب تهيج عبر ذكر الإمام ومن
خلال كلماته وإنها تضيّق الخناق على
المستكبرين والحكومات الرجعية شيئاً
فشيئاً، وكما قلنا مراراً فإن هذه
النبتة الإسلامية الطيبة قد غُرست
بواسطة تلك اليد الملكوتية والمعنوية
في أرض فطرة الإنسان، ولبث يرعاها
الإمام عشر سنوات ولم يعد بالإمكان
اجتثاثها".
"إلا
أن كل ذوي الرؤية النافذة قد أدركوا -
منذ البدء - أنه بانتصار هذه الثورة
العظمى بدأ عصر جديد في العلاقات
الدولية والروابط العالمية. وهذا
العصر يجب أن نُطلق عليه "عصر
الإمام الخميني" وسِمَته أنه يعبّر
عن يقظة الشعوب وجرأتها وثقتها
بنفسها، في قبال منطق التسلط للقوى
العظمى، وكسر أصنام القوى الظالمة،
وتنامي نبتة القدرة الواقعية لبني
الإنسان وظهور القيم المعنوية
والإلهية".
"اليوم
هو يوم يقظة العالم الإسلامي. اليوم
هو اليوم الذي صار فيه المسلمون من
أقصى العالم الى أقصاه يشعرون بالعزة
والشموخ. لقد مضى ذلك اليوم الذي كان
فيه المسلمون يخجلون من صفتهم
الإسلامية، ويتهربون من إظهار تلك
الصفة.
لقد
أصبح المسلمون يفخرون اليوم
بانتمائهم الى الإسلام، ومرد هذا الى
القدرة والعظمة اللتين تتمتع بهما
الثورة التي تمت على اليد المقتدرة
للقائد الكبير وإمامنا الجليل الفذ
ومن خلال تضحيات الشعب الإيراني
العظيم وإيثاره المثير للدهشة في هذه
المنطقة الحساسة من العالم، وأغرقت
العالم في بحر من الذهول والحيرة". |