|
|
|
|
|
أفغانستان عرفت ( افغانستان ) بهذا الاسم في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي،وهي البلاد التي يحدها من الشمال جمهوريات طاجيكستان واوزبكستان وتركمنستان ومن الغرب ايران ومن الشمال الشرقي الصين ومن الشرق والجنوب باكستان. وتبلغ مساحتها ( 647497 كم ) تنتشر في معظمها جبال شاهقه يتراوح ارتفاعها بين 3000 الى 6000 م ولذلك لقبها الجغرافيون بـ ( سقف العالم ) ، حيث تغطي الثلوج تلك القمم على مدار السنة. وتمتد الى جانب هذه الجبال سهول شبه صحراوية كلما امتدت الى الجنوب والغرب. ولهذه التضاريس الجغرافية آثارها على المناخ بشكل عام، فالشتاء قارص والصيف حار جاف. وتظهر على خارطة افغانستان اربعة انهار مهمة تعد العامل الرئيسي للنشاط الزراعي، هي: جيحون، هيرمند، هري وكابول، حيث يلتقي الاخير بنهر السند في باكستان. وقد اينع علي ضفافها العديد من المزارع والاشجار المثمره كالفستق والجوز والفواكه والخضر. وتعتبر الزراعة الحقل الاقتصادي الاول في افغانستان حيث يعمل فيها 53 % من السكان، في حين يعمل 18% بالحرف اليدوية،20% من البدو الرحل والباقي في مجالات الخدمات العامة. ويبلغ عدد سكان افغانستان اكثر من 17 مليون نسمة يعيش اكثر من ثلاثة ملايين منهم مهجرين بسبب الحرب خارجها. فيما يتكون المجتمع الافغاني من قوميات ابرزها: 1 ـ البشتون ويبلغ عددهم حوالي ستة ملايين نسمة( 28.5 % من مجموع السكان ) ويقطنون المناطق الشرقية والجنوبية للبلاد. 2 ـ الهزارة ويشكلون حوالي 25 % من السكان ومحل سكناهم وسط افغانستان. 3 ـ الطاجيك ويشكلون حوالي 15 % ويقطنون الوسط والشمال من البلاد. 4 ـ الاوزبك وتبلغ نسبتهم 10 % تقريباً من عدد السكان واكثرهم في المناطق المحاذية بجمهورية اوزبكستان. فيما هناك اقليات قومية اخرى. كالتركمان والبلوش والنورستان وغيرها. ويدين 99 % من الشعب الافغاني بالاسلام، 30 % منهم من اتباع مذهب اهل البيت (ع). وهناك لغتان رسميتان في البلاد هي البشتونية والفارسية الدرية، فيما تبلغ نسبة المتعلمين 15%. ومن اشهر مدن افغانستان : العاصمة كابول في وسط البلاد تقريبا، وهرات عاصمة الغرب، ومزار شريف عاصمة الشمال وهي مدينة العلماء والفقهاء حيث عاش فيها كل من البخاري والترمذي والغزالي والسرخسي والبيهقي والنيسابوري وآخرون غيرهم، وقندهار في الجنوب. ان الحياة الحقيقية لهذه البلاد ابتدأت منذ دخل الاسلام اليها في عهد الخلفاء الراشدين، بقيادة عبد الرحمن بن سمرة الذي وصل الى ( كابول ) وفتحها وأسر آخر ملوك اسرة ( كشان شاهي ) التي حكمت افغانستان قبل الاسلام. وواصل من بعده عبيد الله بن ابي بكرة عام 79 هجرية فتوحاته التي أخفق في بعض منها، فأتجه اليه عبد الرحمن بن الاشعث عام 81 هجرية لمؤازرته واستمرت حملات الفتح حتى عهد هارون الرشيد، حيث استولى المسلمون مرة اخرى على ( كابول ) وسيطر عليها نهائياً يعقوب بن الليث الصفار زعيم الدولة الصفارية. ثم بدأ عهد النزاعات الاسرية حيث تناحرت أسرة بني طاهر مع الاسرة الصفارية، فسقطتا معاً على يد الاسرة السامانية ( 216 هجرية ) بزعامة سامان خداه. الذي حكم افغانستان ردحاً من الزمن، ثم آل وضع الاسرة السامانية الى الاضمحلال على يد القائد ( سبكتكين ) مؤسس الدولة الغزنوية ( 351 هجرية ) . ومنح الخليفة العباسي القادر بالله لقب ( يمين الدولة وأمين الملّة ) لمحمود الغزنوي ابن سبكتكين، وامتد سلطان محمود الغزنوي الى الهند، ثم بسط سيطرته على اجزاء اخرى من البلدان، منها : خراسان وجزء من العراق وطبرستان وتركستان وبلاد ما وراء النهر. وبعد الدولة الغزنوية التي سقطت في عام 492 هجرية على يد طغرل بك السلجوقي، قامت الدولة السلجوقية وتوالى ملوكها حكاماً على افغانستان حتى عهد الملك (ابراهيم زاد) الذي اتسم عصره بالازدهار والرخاء والعمران فبنى المساجد والمدارس العلمية وشق الطرق واشاع الامن. وفي عام 620 هجرية احتل المغول افغانستان بعد قتلهم الامير محمد الغرشستاني ( آخر ملوك دولة الغز ) واتخذ المغول مدينتي ( غزنة وكورم ) قاعدتين لدولتهم التي عاثت في الارض فساداً واحرقت الحرث والنسل. ثم بعد فترة مظلمة من الحكم المغولي تأتي السيطرة الصفوية على افغانستان، حيث هجم الشاه اسماعيل الصفوي على هرات سنة 916 هجرية. وفي عام 1297 هجري استولى الجيش البريطاني على ( كابول ) بقيادة اللورد روبرتس، ثم نصب ( حبيب الله ) من قبل الانجليز ملكاً على افغانستان، وتواصلت الوصاية البريطانية على هذا البلد المسلم حتى حصلت افغانستان على استقلالها عام 1921. وبعد الاستقلال ايضاً استمر الحكم الملكي الذي بدأ بـ ( أمان الله خان ) وانتهى بالملك ظاهر شاه، الذي اسقط على يد داود خان عام 1973 واعلن النظام الجمهوري، ثم اطيح بداود خان في انقلاب ماركسي عام1978 م . وفي عام 1979 اجتاح الجيش السوفيتي ( السابق ) افغانستان لدعم النظام الشيوعي هناك، حيث استمرت مقاومته من قبل الشعب والفصائل الجهادية حتى عام 1992 م عندما سقط نظام نجيب الله واقيمت دولة افغانس تان الاسلامية، إلاّ ان دسائس الدول الاستعمارية وعملاءها في المنطقة من جانب والارضية القومية والطائفية الموجودة في افغانستان من جانب آخر حالتا دون استقرار الدولة الاسلامية هناك. حيث لاتزال الصراعات دائرة هناك والتي دفع ويدفع الشعب المسلم ثمنها من قتل ابناءه وتدمير مدنه وممتلكاته. |
|||
|
|
|
|
|
|