المسلمون في ألبانيا

 

المسلمون في ألبانيا

 

البانيا.. من يخرجها من العزلة؟

البانيا دولة من دول البلقان وهي عبارة عن شريط جبلي ضيق لا تزيد مساحته عن 28 الف كيلومتر مربع يقع على ساحل البحر الادرياتيكي وهي تجاور كلاّ من مقدونيا، يوغسلافيا، البوسنة والهرسك واليونان ويبلغ تعداد سكانها اكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون، و70 بالمائة من هؤلاء السكان من المسلمين بينما باقي السكان ولا تزيد نسبتهم عن 30% من المسيحيين الارثوذوكس والكاثوليك. دخل الاسلام الى البانيا على ايدي الاتراك الذين احتلوها في عام 1478.

الطبيعة:

تتألف البانيا من سلاسل جبلية تمتد من الشمال والشمال الغربي الى الجنوب والجنوب الشرقي تتخللها اودية طويلة.

وتنحرف الجبال في الشمال فتمتد من الغرب والجنوب الغربي الى الشرق والشمال الشرقي وفيها اعلى قمم البانيا التي يطلق عليها اسم جبال الالب الالبانية الشمالية وأعلى قمة هي في جبل ليوباتين في سلسلة جبال شار التي يبلغ ارتفاعها 2510 متر.

وفي احدى القمم في جبل طومور (2413 متراً) يوجد مقام ينسب للعباس بن علي بن أبي طالب «عليه السلام» يقدسه السكان هناك.

وعدا الجبال فان السهول الخصبة تمتد على طول شاطىء بحر الادرياتيك وقد تفصل الجبال القليلى الارتفاع السهول عن البحر. واذا كانت اكثر السهول خصبة فان سلاسل الجبال حجرية لا تنبت اي زرع وهي مكللة بالثلوج بضعة اشهر في السنة.

اللغة:

اللغة الالبانية لغة آرية وهي تقسم الى لهجتين: لهجة الشمال ولهجة الجنوب. وتكثر في اللغة الالبانية المفردات التركية لاسيما في الشمال. أما في الجنوب فقد تأثرت باللغة اليونانية الى جانب تأثرها بالتركية.

الانتاج:

تنتج البانيا الارز والرمان والحمضيات والعنب والتين والزيتون في منطقة تشامليك في الاقليم الجنوبي الغربي. وفي مناطق اخرى تنتج الذرة. وتعيش فيها القطعان الكثيرة للغنم والمعاز.

السكان:

 العنصر الرئيسي في البانيا هو العنصر الأرنؤوطي على ان فيها الترك والافلاق والبلغار واليونان والعرب والغجر..

التاريخ الحديث:

لقد ضربت سلسلة الجبال في الشرق ومياه البحر الادرياتيكي في الغرب طوق عزلة على البانيا. وعمقت هذا الطوق خمسة قرون من الاستعمار الثقيل المعتم. فألبانيا هي آخر مستعمرة أفلتت من قبضة الامبراطورية العثمانية الآفلة عام 1912. ولم يهنأ الالبان بهذا الاستقلال اذ راحت الجيوش المقاتلة في الحرب العالمية الاولى تحرث الارض الالبانية في طريق مراميها. ومن الطريف انه منذ عام 1920 كان هناك وزير الباني اسمه احمد زوغو صار رئيساً للوزراء ثم رئيساً للجمهورية لكنه عام 1928 أعلن نفسه ملكاً وأوقع نفسه وبلده سياسياً واقتصادياً في شباك ايطالياً حتى غزاها موسوليني ووضعها في جراب امبراطوريته الفاشية عام 1939 فانتهى استقلال البانيا وانتهى حكم زوغو الملك.. نفسه! وصارت البانيا معسكراً للقوات الفاشية التي غزت اليونان (الجارة الجنوبية) عام 1940 ومع اضطرام الحرب العالمية الثانية تكونت فرق المقاومة الوطنية الالبانية ضد قوات المحور الغازية لارضهم ولمع اسم انور خوجه كقائد لحرب العصابات. كان خليطاً من الشيوعي والوطني المتعصب والسياسي الميكافيللي. ولم يمت الاّ اثر مرض عضال في أبريل 1985 بعد اربعين سنة من الحكم المطلق ليعقبه رامز عاليا خليفته وعضو المكتب السياسي لحزبه ومن ثم وبعد انهيار الشيوعية صار زعيم الحزب الديمقراطي الدكتور صالح بريشا رئيساً لالبانيا.

الاسلام في البانيا:

دخل الاسلام الى البانيا في بداية القرن الرابع عشر الميلادي وزاد انتشاره بشكل واضح بعد الفتح العثماني الذي قاده مراد الثامن عام 1412. ظلت البانيا تحت الادارة العثمانية خمسة قرون ازدهر فيها الاسلام واصبحت نسبة المسلمين في البانيا اكثر من 95% من تعداد السكان. واقيمت المساجد آنذاك حتى بلغت ثلاثة آلاف مسجد انتشرت في انحاء البانيا علاوة على المعاهد والمدارس والمكتبات الاسلامية التي انشئت لدعم الرسالة.

وبعد حرب البلقان عام 1912 واستقلال البانيا من الادارة العثمانية عام 1913 وانتخاب احمد زوغو كأول رئيس جمهورية، تدهورت احوال المسلمين فيها، فهاجروا الى البلاد العربية والدول المتمسكة بالاسلام، كذلك ساءت احوال المسلمين في فترة حكومة انور خوجة وقل عدد المساجد واصبحت الفاً وخمسمائة مسجد، راحت تقل رويداً رويداً.

الكثير من السكان فيها يعتنقون الطريق البكتاشية، كما ان فيهم شيعة جعفرية (امامية). والادب الشيعي يشكل جزءاً مهماً من الادب الالباني بما فيه من مراث ومدائح لآل البيت ومن ذلك ملحمة شعرية للشاعر نعيم بك في مقتل الحسين «عليه السلام» سمّاها كربلاء تعتبر من روائع الادب الالباني.

المسلمون في العالم