المسلمون في أندونيسيا

 

المسلمون في أندونيسيا

 

اندونيسيا

هي جزائر واقعة بين استراليا وآسيا، بين خط 95 درجة و141 درجة طولاً، وبين 6 درجات شمال خط الاستواء و11 درجة جنوبه، أي إنّها تقع في المنطقة الحارة، ومناخها استوائي كثير الأمطار، ولكن البحار المحيطة بجزرها المختلفة، وارتفاع أرضها وكثرة غاباتها، تساعد على تلطيف مناخها. وتكثر فيها سلاسل الجبال المكونة من صخور رسوبية وغرانيتية غنية التعدين، اضافة الى ذلك فان الطبيعة جادت على هذه البلاد بغير ذلك من الخيرات التي جعلتها طعمة المستعمرين، ففيها البترول والرصاص والمطاط والبن والقطن وقصب السكّر وجوز الهند والنيل والبهارات والكينا والأخشاب وغير ذلك من المواد الضرورية للصناعة.

مساحتها 1.919.317 كيلومترا مربعاً، وهي تتألف من ألوف الجزائر بين كبيرة وصغيرة المسكونة منها 6044 جزيرة. واسم اندونيسيا معناه جزر الهند. وكان العرب يسمونها جزائر الهند، وجزائر الصين، وجاوا.

ولغات أهل أندونيسيا كثيرة، ولكن أكثرها انتشاراً اللغة الملاوية، وتكتب هذه اللغة بالحروف اللاتينية، ويكتبها رجال الدين بالحروف العربية.

ويبلغ عدد سكان اندونيسيا نحو 195.280.000 مليون نسمة تقريباً، حسب احصاء عام 1995م.

أما عددهم حسب أديانهم في أحصاء عام 1968 فكما يلي:

يشكل المسلمون نسبة 87% من عدد سكان اندونيسيا والباقي أي نسبة 13% أديان اخرى

وأكثر الاديان انتشاراً في اندونيسيا هو الدين الإسلامي، حيث انتشر الاسلام عن طريق التجار المسلمون من الهند واليمن وحضرموت الذين كانوا يقيمون في جزر أندونيسيا فترات طويلة ويتزوجون من نسائها، ويختلطون بسكانها، ويأخذون عنهم بعض التقاليد والعادات، وتأثر اولئك السكان بوضوح العقيدة الاسلامية وبساطتها بما فيها من المساواة بين المؤمنين كما تأثروا بتفوق المسلمين في المدنية، وبإقبالهم على مؤاخاة أهل البلاد، وببعدهم عن الغايات الاستعمارية، فكان ذلك كله سبباً في انتشار العقيدة الاسلامية بينهم دون أن يقوم الخلفاء والسلاطين في الامبراطورية الاسلامية بأي عمل ايجابي في هذا الصدد .. وأنّ أول منطقة دخلها الاسلام هو سواحل سومطرا، وأنه بعد تكوين المجتمع الاسلامي كان الملك المسلم الأول في أجيه.

وقد ظلت بعض القبائل البدائية في قلب الجزر الاندونيسية باقية على الوثنية ولم ينتشر الاسلام بين افرادها الاّ منذ القرن الثامن عشر، ولكن الفترة الواقعة بين القرنين الثالث عشر والثامن عشر كانت زاخرة بالفتوح السلمية التي استطاع الاسلام بفضلها أن يسود الحياة الدينية والاجتماعية والعقلية في اندونيسيا.

التشيع في اندونيسيا

يوجد في اندونيسيا عدد كبير من الشيعة، منتشرون في جميع الجزر الاندونيسية المتناثرة في هذا الأرخبيل الواسع.

ويبدأ تاريخ الشيعة في اندونيسيا ببدء الدعوة الاسلامية وبدخول الدعاة المسلمين الأوائل الذين نشروا الاسلام في هذه الجزر، ويرجح الباحثون من المؤرخين ان دخول الاسلام الى هذه الجزر بدأ في أوائل القرن الرابع للهجرة. حيث اضطر الكثير من الشيعة أن يبحثوا عن أماكن يحفظون فيها أنفسهم بعد ان شعروا بالطمأنينة والأمان .. لقد استقروا بها فأصبحوا من أهلها ومن بين أولئك الذين هاجروا فراراً من الظلم بعض أحفاد «علي» ابن الامام جعفر الصادق «عليه السلام» وهم أبناء محمد بن علي وأبناء حسن بن علي ابن الإمام جفر الصادق وقد هاجر معهم كثير من أهلهم وذويهم وأتباعهم.

المأتم الحسيني

ان ذكرى استشهاد الامام الحسين «ع» في شهر محرم، له حرمة كبيرة لدى مسلمي اندونيسيا الى اليوم بوجه عام. ويسمى شهر محرم «سورا» وهذه الكلمة ربما تحرفت عن كلمة عاشورا. ويطلق على المأتم الحسيني في جزيرة سومطرا ذكرى «التابوت». وفي اليوم العاشر من المحرم يقام تمثيل رمزي لاستشهاد الحسين بن علي «عليهما السلام». أما في جزيرة جاوا فلهذا اليوم تقدير خاص وعوائد خاصة. اذ تطبخ الشوربا  على نوعين من اللونين الاحمر والابيض.  أما اللون الاحمر فهو رمز للدماء الطاهرة المراقة واللون الابيض رمز للخلاص والتضحية والى اليوم يعتبر شهر محرم وصفر من كل سنة عند الكثير من الاندونيسيين شهرين محترمين لهما مكانتهما في القلوب. فلا يقيمون فيهما أفراحا ولا يعقدون زواجاً ولا يجرون زفافاً.

أما في مقاطعة اجيه بسومطرا الشمالية فيسمى شهر محرم شهر حسن وحسين.

ويقول المؤرخ الاندونيسي الكبير المرحوم البروفيسور حسين الملقّب جاياد ينيغرات، وهو من أعلام أهل السنّة: إنّ الإسلام دخل الى اندونيسيا على أيدي الشيعة. وانّ آثار ذلك لا تزال باقية الى الآن.

المسلمون في العالم