ماهي آية التطهير

سؤال : ما هي آية التطهير وفي من نزلت هذه الآية ؟

جواب : تسمى الآية ( 23 ) من سورة الأحزاب بآية التطهير وهي : {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } ، وتؤكد مصادر الحديث والتفسير على أن هذه الآية قد نزلت في خمسة هم :

1.  النبي محمد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

2.  الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .

3.  السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) .

4.  الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .

5.  الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .

ففي صحيح مسلم بالإسناد إلى صفية بنت شيبة قالت :خرج النبي ( صلى الله عليه وآله ) غداة وعليه مِرْط[1] مرحّل[2] من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال : {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } [3].

وفي مسند أحمد بن حنبل ، عن أم سلمة أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان في بيتها فأتت فاطمة ببرمة فيها خزيرة [4]فدخلت بها عليه فقال لها : إدعي زوجك وابنيك ، قالت : فجاء علي والحسن والحسين فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة وهو على منامة له على دكان تحته كساء خيبري ـ قالت ـ وأنا أصلي في الحجرة ، فأنزل الله عز وجل هذه الآية : { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} قالت فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ، ثم أخرج يده فألوى بها السماء ثم قال :

اللهم إن هؤلاء أهلُ بيتي وخاصتي فأًذهِب عنهم  الرجسَ  ، وطَهِّرهم تطهيراً ، اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهِب عنهم الرجسَ وطَهِّرهُم  تطهيراً.

قالت : فأدخلتُ رأسي البيت فقلت : وأنا معكم يا رسول الله ؟

قال : " إنك إلى خير إنك إلى خير "[5].

وهناك أحاديث عديدة بصيغٍ مختلفة بهذا المضمون حول آية التطهير ذكرها العلماء  في ما يتجاوز عن الخمسين كتابا من كتب التفسير والحديث ، نذكر منهم على حسب المثال:

1. الترمذي : أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة المتوفى سنة : 279 هجرية في صحيحه : 4 / 351 حديث 3205 ، طبعة : دار الكتاب العربي/ بيروت .

2. الحاكم الحسكاني : عبيد الله بن عبد الله بن أحمد ، من أعلام القرن الخامس الهجري ، في كتابه شواهد التنزيل : 2 / 13 ، طبعة : منشورات الأعلمي  بيروت .

3. الحاكم النيسابوري : أبو عبد الله محمد بن محمد المتوفى سنة : 405 هجرية في كتابه المستدرك على الصحيحين : 3 / 146 و 147 ، طبعة : دار المعرفة/ بيروت .

4. ابن الأثير : عز الدين بن الأثير أبي الحين علي بن محمد الجزري المتوفى سنة : 630 هجرية في كتابه أسد الغابة : 7 / 343 ، طبعة دار الكتب العلمية / بيروت .

5. الواحدي : أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري المتوفى سنة : 468 هجرية في كتابه: أسباب النزول: 203 ، طبعة المكتبة الثقافية / بيروت.

6. العسقلاني : ابن حجر المتوفى سنة : 852 هجرية في كتابه الإصابة في تمييز الصحابة : 4 /568 ، طبعة دار الجيل / بيروت .

نقاط ذات أهمية :

ولابد هنا من الإشارة إلى نقاط ذات أهمية هي :

·   إن الآية تدلّ على عصمة أهل البيت ( عليهم السلام ) إذ المقصود من الرجس مطلق الذنوب والآثام والأدناس ، كما أن المقصود من التطهير هو التنزيه من كل ألوان المعاصي والذنوب ، والتزكية من جميع أنواع الأدناس والأقذار [6].

·   إن إرادة التطهير في الآية تختص بأهل البيت ( عليهم السلام ) دون غيرهم وذلك لأن الآية صدّرت بأداة الحصر " إنما " .

·   إن تخصيص هؤلاء الخمسة دون غيرهم بهذه المكانة العالية الرفيعة ليس عفويا ، بل هو تعبير عن إعداد إلهي هادف لبيان الوجود الإمتدادي في حركة الرسالة ، وهذا الوجود لا يمثله إلا أهل البيت ( عليهم السلام ) لإمتلاكهم جميع الخصائص والكفاءات التي تؤهلهم لذلك .



[1] المِرْط : كساء من صوف أو خزّ أو كتان يؤتزر به .

[2] مرحل : ضرب من برود اليمن .

[3] صحيح مسلم : 4 / 1883 ح 2424 ، ط بيروت .

[4] الخَزِيرَة : حساء من لحم ودقيق .

[5] مسند احمد بن حنبل : 6 / 292 ، طبعة : بيروت .

[6] راجع تفسير الدر المنثور وتمعَّن في الأحاديث التي أوردها المؤلف الجليل عند ذكره لهذه الآية .

صفحة الشبهات والردود

الصفحة الرئيسية