عشاق الشهادة

 

شعر : د. محمد الشيخ محمود صيام

عشاق الشهادة

مهداة إلى روح الشهيد البطل يحيى عياش

(6)

ومضى قريرَ العين مرضياً ومرفوع الجبين

ودم الشهادة فاح منه كما يفوح الياسمين

ومنازل الشهداء في جنات رب العالمين

مشتاقة لتضمه بين العباد الصالحين

والخزي للمستسلمين وللطغاة المجرمين

(7)

وعجبتُ مما انحط فيه البعضُ من طرق الخيانهْ

ومن النفوس الراضيات عن المذلة والمهانةْ

فذكرت أقوال الذي أقواله وصفت زمانهْ

في قومنا الإخلاصُ قل وضُيعت فينا الأمانةْ

وأصابتنا حبُ الحياة على الهوان والاستكانة

(8)

يا فتية القسام لا تهنوا وإن عظم المصاب

فأميركم (يحيى) يُطلُ اليوم من بين السحاب

ليرى بعين الروح ثورتكم فإن الجسم غاب

فأرُوهُ إصرار الأسود على مقارعة الذئاب

وأروه صبر الشيب في الهيجا وإقدام الشباب

(9)

وإليه ألفُ تحيةٍ ولكل من في الدرب سار

ولمن سيشعلها على المحتل والعملاء نار

يا أهلنا لا تيئسوا مهما يطل بكم الحصار

فكتائب القسام حاشى أن يقر لهم قرار

إلا إذا طردوا جنود الغزو من تلك الديار

 (10)

فإذا هوى متهم أمير قام ألف فتى أمير

مثل الأسود الشبلُ يولد وهو ضرغام خطير

فمتى نرى العرب الكرام الصيد في الوطن الكبير

يتدافعون إلى قتال بني (قريظة) و(النضير) ؟

ليحرروا مسرى النبي وينقذوا الأقصى الأسير

(1)

(يحيى) وحادثُ الاغتيال

وكيف دبّر الاغتيال

والغدر والعملاء والمكرُ الشديدُ

والاحتيالْ

وتآمرُ المتآمرين وما يقالُ ولا يقالْ

والقمع والإرهابُ والسجنُ الطويلْ

والاعتقالْ

هذا الذي يجري –لعمرك- تحت سلطة الاحتلالْ

(2)

لكنما الشعبُ الفلسطيني يختار الجهاد

ضد الغزاة – برغم كثرتهم-جنوداً أو عتادْ

فيجندون لقمعه العملاء في كل البلاد

ويخرُ عشاقُ الشهادة من بنيه بكل واد

يتسابقون إلى جنان الخلد- كالخيل الجيادْ

(3)

واليوم دور أميرهم (يحيى) ليلحق بالصحاب

من بعد أن ذاق الغزاة على يديه من العذاب

ما طار منه صوابهم إن كان عندهمو صواب

وعزاؤنا أن سوف يسلك شعبنا نفس الشعاب

متمرداً ضد الغزاة فلا يكلُ ولا يهاب

(4)

(يحيى) فتى ماضي العزيمة لم يكن كالآخرين

خمسون شهراً وهو مثل الليث يأبى أن يلين

ومطاردات الجند والضباط والمستوطنين

لكنهم فشلوا جميعاً في الوصول إلى العرين

فاصطاده العملاء بالحقد الخياني الدفين

(5)

(يحيى) فتى رجل وفي أوطاننا قل الرجال

ترك الحياة ولهوها واختار ميدان النضال

وهو الذي رسم الطريق لمن يصر على القتال

لم يحنِ – كالمستلمين- الرأس في ساح النزال

حذراً، فكيف اصطاده العملاءُ؟ ذاك هو  السؤال