التوحيد

 

الفصل الأول التوحيد

 

الفصل الأول : التوحيد

( انقر على السؤال لتحصل على الجواب )

س 1 :  ما هي أصول الإسلام و فروعه ؟

س 2 : ما معنى التوحيد ؟

س 3 : ما الدليل على وجود الخالق ؟

س 4 : ما هو الدور و ما الدليل على بطلانه ؟

س 5 : ما هو التسلسل وما الدليل على بطلانه ؟

س 6 : هل هناك دليل آخر على وجود الخالق ؟

س 7 :  يقول بعضهم لقد تحول البرهان الى نهج ارقى مما تقولون ليس فيه وجوب و لا إمكان ولا استحالة فقد قال نابليون ليس هناك شيء مستحيل فهل هذا صحيح ؟

س 12 : هناك من يقول لا نصدق بغير المحسوس و الملموس و لا نعتمد في نظرياتنا على غيرهما و لا نعلم موجودا سوى ذلك فما جوابه ؟

س 13 : ما الدليل على أن الخالق لهذا العالم هو واحد ؟

س 14 : هل هناك دليل غير هذا ؟

س 15 : اذكر لنا غير هذا ؟

س 16 : هل هناك دليل غير هذا ؟

س 17 : اذكر لنا غير هذا .

س 18 : اذكر لنا غير هذا .

س 19 : ما هي صفات الخالق الثبوتية التي يجب أن يوصف بها ؟

س 20 : ما هي الصفات الذاتية ؟ و ما تعريفها ؟

س 21 : ما الدليل على أن صفاته الذاتية عين حقيقته ؟

س 22 : ما معنى أن الله عالم ؟

س 23 : ما الدليل على انه ليس بجاهل ؟

س 24 :  ما معنى انه مختار ؟

س 25 : ما الدليل على انه غير مجبور ؟

س 26 : ما معنى أنه قادر ؟

س 27 : ما الدليل على أنه ليس بعاجز ؟

س 28 : ما معنى أنه حي ؟

س 29 : ما معنى أنه مريد و كاره ؟

س 30 : ما معنى مدرك ؟

س 31 : ما معنى قديم أزلي ؟

س 32 : ما معنى أبدي ؟

س 33 : ما معنى متكلم ؟

س 34 : ما معنى أنه صادق ؟

س 35 : ما هي صفات الله السلبية التي يجب و صفه بها ؟

س 36 : ما الدليل على أنه غير مركب ؟

س 37 : ما الدليل على أنه ليس بجسم ؟

س 38 : ما الدليل على أنه لا يرى في الدنيا و لا في الآخرة ؟

س 39 : يقول بعض الناس إذا كان الله موجودا فكيف لا نراه ، فما يكون ردهم ؟

س 40 : ما معنى أنه لا يحويه مكان و هو في كل مكان ؟

س 41 : ما معنى نفي الصفات عنه ؟

 

====================================================================س 1 :  ما هي أصول الإسلام و فروعه ؟

ج 1 : أصوله خمسة وهي (1) التوحيد ، (2) العدل ، (3) النبوة ، (4) الإمامة ، (5) المعاد في القيامة .

 

س 2 : ما معنى التوحيد ؟

ج 2 : معناه الإعتقاد بوجود الخالق و انه واحد لا شريك له في ذاته و لا صفاته و لا في أفعاله و عبادته و في القرآن { فاعلم أنه لا إله إلا الله } {الله الذي خلقكم ثم رزقكم  ثم يميتكم  ثم يحيكم } { إياك نعبد و إياك نستعين } { لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم } .

في إثبات الخالق

 

س 3 : ما الدليل على وجود الخالق ؟

ج 3 :

 أولا :

 انا نعلم باليقين ان هنا موجودا لاستحالة العدم المطلق بالضرورة ،كاستحالة اجتماع النقيضين و الضدين وكون الجزء اكبر من الكل ، وذلك الموجود إما أن يكون واجب الوجود لذاته لا يحتاج في وجوده إلى غيره ولم يسبق وجوده وجود آخر غيره كان هو القديم الذاتي وهو الخالق وتم مطلوبنا ، وان كان وجوده مسبوقا بوجود غيره محتاجا إليه في حدوثه و وجوده كان ممكن الوجود و هو الحادث الذاتي فلا ينفك أبدا عن انتهائه إلى واجب الوجود لذاته وإلا لزم الدور أو التسلسل وذلك لان حد الممكن ما تساوى طرفاه بين العدم و الوجود من غيره . فان كان ذلك واجبا كان هو الخالق و إن كان ممكنا احتاج إلى غيره و لا ينقطع السؤال بل يتوجه إلى ذلك فأما أن يتسلسل في خط مستقيم إلي ما لا نهاية له فذلك التسلسل وهو باطل أو يعود إلي مبادئه السابقة فذلك الدور و هو كسابقه في البطلان عقلا فلا بد من انتهاء سلسة الموجودات إلى واجب الوجود الذي هو علة في إيجاد جميع الكائنات و هو الله تعالى اسمه .

ثانيا :

لا شك في انقسام الموجود إلى غني وفقير و نريد بالغني ما لا يحتاج في وجوده و تقرره العيني إلى غيره و نريد بالفقير ما كان عكسه وهو يحتاج في وجوده إلى غيره فإذا كان الغني بهذا المعنى مستحيلا عقلا ومن حيث أن الموجودات الفقيرة قليلة كانت أو كثيره موجودة بالضرورة فالغني بالمعنى الذي ذكرناه موجود بالضرورة وهذا الحكم العقلي ضروري غير قابل للتخصيص وبه نستغني عن إقامة الدليل على بطلان الدور و التسلسل .

ثالثا :

ان العقل حاكم بوجود كائن موجود بنفسه لا يحتاج في وجوده إلى غيره إذ لو لم يكن ذلك الموجود لم يوجد شيء مطلقا وذلك لانا فرضنا أن الموجودات كلها محتاجة إلى غيرها لم يبق إلا العدم و العدم لا وجود له و لكن الموجودات مشاهدة بالعيون، فالموجود بذاته موجود،  وهذا أمر ضروري لا يحتاج إثباته إلى إبطال الدور و التسلسل أيضا .

 

في بطلان الدور

س 4 : ما هو الدور و ما الدليل على بطلانه ؟

ج 4 : الدور هو توقف وجود الشيء على وجود نفسه إما بواسطة أو بدون واسطة، ومعنى ذلك عدم وجود ذلك الشيء أبدا و المفروض وجوده لذا كان محالا عقلا نظير قولنا وجود هذا العالم المحسوس موقوف على وجود هذا العالم نفسه و معنى ان هذا العالم المحسوس غير موجود وذلك باطل لأنه موجود قطعا وحسا و نظير قولنا وجود "أ" موقوف على وجود "ب" و وجود "ب" موقوف على وجود "د" ودال موقوف على وجود "أ" ومعنى هذا أيضا ألا يكون ألف موجودا أبدا وقد فرضنا وجوده، وذلك لاستحالة ان يكون الشيء علة ومعلولا لنفسه لان معنى كونه معلولا انه متأخر عن علته ومن المحال العقلي ان يكون الشيء متقدما على نفسه و متأخرا عنها .

 

في بطلان التسلسل

س 5 : ما هو التسلسل وما الدليل على بطلانه ؟

ج 5 : التسلسل هو توقف سلسة المعلولات الوجودية الغير المتناهية و معنى هذا انه لا يوجد شئ في الوجود يقال له علة و لا معلول أبدا نظير قولنا أن زيدا الموجود قطعا يتوقف وجوده على وجود أبيه ووجود أبيه يتوقف على وجود جده و هلم جرا فإما ان ينتهي وجوده إلى غيره أو يترامى إلى ما لانهاية له فان توقف وانتهى إلى موجود لا يتلقى وجوده من غيره تم مطلبونا وكان ذلك هو الخالق وان لم ينته كان معناه عدم وجود زيد و لا غيره في تلك السلسلة وقد ثبت انه موجود فوجب بطلان التسلسل وانتهائه لثبوت وجوده بالضرورة .

 

دليل آخر على وجود الخالق

س 6 : هل هناك دليل آخر على وجود الخالق ؟

ج 6 : ان من الطبيعي الى درجة البداهة عند كل ذي عقل انه لم يكن موجودا قبل ألف سنة و ما يراه بباصرة عينه و يلمسه بأنامل يده من النخيل و الأشجار و الحبوب التي يأكل منها لم تكن موجودة قبل ألفى عام و الصوف و الحرير و القطن التي يتخذ منها لباسه لم تكن موجودة قبل مائة سنة فهذه الأشياء و أضعافها التي لم تكن موجودة قبل حين من الدهر ، إما ان تكون وجدت صدفة أو أوجدت نفسها و ترجحت في وجودها إلى علة توجدها و الأول محال لاستحالة وجود الشيء صدفة من غير سبب وعلة وكذلك الثاني لاستحالة الترجيح بلا مرجح و ان يوجد المعدوم نفسه فان الحكم باستحالة وجود الشيء صدفة أو وجوده لا من جهة علة أو ترجحه من غير مرجح من ضروريات العقل و العقلاء بل هو أمر فطري و معنى جبلي ثابت لكل إنسان عاقل .

سماء ذات أبراج و ارض ذات فجاج بحار و انهار و ليل ونهار إنسان و حيوان حجر و مدر و غير ذلك من عجائب هذا الكون ألست تقول من صنع هذا و أتقن صنعه ألست تضحك من قول القائل إنها وجدت صدفة أو أوجدت نفسها و نشأت من جهة ذاتها من دون أن يوجدها موجد وكوّنها محدث ويصنعها صانع أولست تحكم بفرط جهله أليس تقول فيه انه ضرب من العته و نوع من الجنون فالموجود الحادث بعد أن كان معدوما و لم يكن شيئا قطعا محتاج إلى علة موجدة له إذ لا يمكن أن نتصور أن يوجد بلا علة توجده أو يخلق من غير خالق يخلقه و نقطع بان جميع الموجودات العالمية و الصناعات الكونية جارية على هذا المجرى و لا نشك في بداهة هذا الأمر بل هو أمر غريزي يمشي على غريزته حتى الأطفال الرضع و البهائم الرتع ألا ترى أن الطفل و الحيوان إذا سمعا صوتا أو جلبة فانهما يدركان بان  له علة أوجدته و من اجل ذلك تراهما يتحسسان عن العلة ليعرفا ما هي فيستنتجا نتيجته من رجائهما و خوفهما و هذا الأمر مما لا سبيل إلى إنكاره و ليس لعاقل فيه كلام .

 فالعلة إذن و الموجد الذي أوجدنا و أوجد كل إنسان و حيوان ونبات وجميع العالم العلوي و السفلي بما فيهما من غرائب التكوين بعد أن كانت عدما و لاشيء أصلا هو الله القدير الذي خلقها بقدرته و ألبسها ثوب الوجود بحكمته و بعبارة أخرى إن دلالة الأثر على وجود المؤثر و كشف الآثار الموجودة عند عقولنا عن وجود الصانع المؤثر من المرتكزات البديهية ذلك أن الإنسان إذا رأى أثرا في الأرض أو دخانا في الفضاء أو قصرا شاهقا أو بناء رفيعا قد اشتمل على كل ما يحتاج إليه الساكن فطبيعي انه يندفع بدافع الفطرة إلى أن لا بد لهذا الأثر من مؤثر و لتلك الصنعة صانع و لهذا الدخان من نار و لهذا القصر من مشيد و لهذا البناء من بان و إنكار ذلك مكابرة واضحة و جحد للضروري فهذه الموجودات من أعلا الإنسان إلى أدنى الجماد التي نراها في أحوالها و أطوارها وجَودة تأليفها و بواهر حكمها و انتظام نواميسها لأوضح برهان على وجود خالقها القدير الذي وهب الحياة للموات و خلق الأرضيين و السماوات  لا اله إلا هو سبحانه وتعالى رب العالمين ، دع عنك هذا و راجع أيها الإنسان نفسك ووجودك وانظر في خلقتها ومجرياتها على أبدع صنع و أتقنه و أعجبه ارتباطها بالغايات أي ارتباط وجريانها

على القوانين الرصينة أي جريان لتسمع من لسان حالها في ذلك هتافها باسم الله الخالق العظيم ألم تكن معدوما ردحا من الزمن قبل وجودك هذا ومهما شئت أن تقول فانك لا تعدو القول بأنه إما انك أوجدت نفسك حال عدمك أو أوجدتها حال وجودك و التاليان باطلان بضرورة العقل لان التالي من الثاني تحصيل حاصل و هو باطل و تالي الأول مستحيل لان المعدوم الذي لا وجود له كيف يعقل أن يؤثر في وجود نفسه فيتعين أن يكون قد أوجدك من لا يجوز عليه العدم و إلا نقلنا الكلام إليه فينتهي جميع سلسلة الممكنات إلى واجب الوجود بالذات الذي أوجدك بعد عدمك فترقيت من النطفة إلى العلقة و منها المضغة ومنها إلى العظم و منه إلى لبس اللحم ومن ذلك إلى ولوج الروح فيك ثم هداك إلى التقام الثدي و شربك اللبن ثم تغذيك بالطعام حتى زمان شبابك والى كهولتك و شيخوختك وما يعرض عليك بين هذه الأدوار و الأطوار من الصحة و السقم و الجود و الجبن و الجزع إلى ما هنالك من الصفات و الأحوال و لسان حالها المشترك بين جميعها أقوى دليل بضرورة الوجدان و المشاهدة على وجود اله صانع حكيم عديم المثيل و اسحب على هذه الوتيرة جميع الكائنات الغريبة الشكل في بابها .

 

قولهم لا استحالة في الوجود باطل

س 7 :  يقول بعضهم لقد تحول البرهان الى نهج ارقى مما تقولون ليس فيه وجوب و لا إمكان ولا استحالة فقد قال نابليون ليس هناك شيء مستحيل فهل هذا صحيح ؟

ج 7 :هذا قول من لا علم له و لا عمل و كيف يرضى شرف العلم و الحقيقة بمثل هذا اللغو و المجون ألا ترى انه من المستحيل أن تكلف الأعمى بتنقيط المصحف والمقعد بالطيران إلى السماء، ألست تحكم جازما بأن القول الواحد يستحيل ألا يكون صدقا ولا كذبا، أو لست تحكم على نفسك باستحالة أن تكون قائما و قاعدا ومتحركا و ساكنا في وقت واحد، ألست تحكم باستحالة أن تكون البيضة اكبر من الدنيا، و هلم جرا، وهل تشك بعد هذا في سقوط هذا القول و سخافته وكيف لا يكون هناك واجب و لا إمكان و أنت تقطع بأن الشيء يجب إما أن يكون موجودا أو معدوما أو ممكنا يستحيل عقلا أن يكون لها رابع ومن ادعى غير هذا فعليه التدليل وهيهات له ذلك .

 

الموجود غير منحصر بالمحسوس و الملموس

س 12 : هناك من يقول لا نصدق بغير المحسوس و الملموس و لا نعتمد في نظرياتنا على غيرهما و لا نعلم موجودا سوى ذلك فما جوابه ؟

ج12 :إن هذا مما يقول به أهل المادة و الطبيعة و نحن نقول لهم إن حصر الموجود بالمحسوس و الملموس - على حد تعبيرهم - يبطل دعواهم باستناد الموجودات إلى الطبيعة لأنها هي الأخرى غير محسوسة و لا ملموسة بنفسها و إنما تعرف عندهم بآثارها فان قالوا بهذا بطل قولهم بانحصار الموجود بالمحسوس و الملموس و إن قالوا بذاك بطل قولهم باستناد الموجودات إلى الطبيعة و حسبك هذا دليلاً على بطلان القولين لبطلان الترجيح بلا مرجح ، ثانيا : كان عليهم أن يبينوا لنا ما يريدون بالمحسوس و الملموس هل هو ما نراه بالعيون أو مطلق ما يدرك بالحواس الخمس فان أرادوا الأول لزمهم أن ينكروا الأصوات و الروائح و الطعوم و الحرارة و البرودة و الألم و الخشونة و النعومة و نحوها مما يدرك بغير باصرة العين إنكار ذلك إنكار للضروري . و إن أرادوا الثاني لزمهم أن ينكروا الصفات النفسية من العلم و القدرة و الحياة و العدالة و الشجاعة و الجود و البخل و نحوها من الصفات التي لا تدرك بإحدى الحواس و كذلك الروح فإنها لا تدرك بواحدة منها فقولهم بانحصار الموجود بالمحسوس و الملموس تكذبة شواهد العيون و إنكار ذلك إنكار للبديهيات الأولية و الأمور الفطرية الثابتة عند عقول البشر .

ومن طريف المناظرة أن يقول بعض المعلمين في المدارس العصرية التي فقد الإسلام رصيده فيها لتلاميذه الصغار كيف تؤمنون بالله و أنتم لا ترونه بأعينكم و لا تلمسونه بأناملكم ألا ترون إنكم تؤمنون بوجودي لأنكم ترون رأسي و جسمي ماثلا أمامكم فلا يجوز لكم أن تؤمنوا بوجود شيء ما لم تروه بعيونكم فلو كان لله وجود لرأيتموه و جالستموه و كلمتموه كرؤيتكم لي و مجالستكم إياي و تكلمكم معي فسكت التلاميذ إلا واحدا نهض رافعا إصبعه قائلا : أيسمح لي معلمي بالجواب فقال : قل يا بني ما عندك ، فالتفت إلى زملائه و قال لهم أسمعتم ما مقالة المعلم بأن كل شيء لا نراه بعيوننا و لا نلمسه بأناملنا و لا نجالسه و لا نتكلم معه لا يجوز لنا أن نؤمن بوجوده ، قالوا : نعم ، ثم نظر إلى المعلم  و قال له : أجل أيها المعلم إننا نرى رأسك و جسمك و لكننا لا نرى عقلك وهل يعني ذلك انه لا عقل لك لأننا لا نراه بعيوننا فضحك التلاميذ و بهت المعلم و لم يحر جوابا .

و إن قالوا أن العقل نتاج المادة، قلنا لهم ما تعنون بالمادة فان قالوا نعني بها المخ قلنا لهم إن للحمار مخا أكبر من مخ الإنسان و لكن لا عقل له و المجنون إنسان و لكن لا عقل له فلا يكون وجود العقل دائر مدار وجود المخ لوضوح بطلانه فالعقل هو منحة من الله تعالى أعطاه الإنسان ليميز عن غيره من الحيوان، و يميز هو به الحق من الباطل و الهدى من الضلال و الصالح من الفاسد .

الخالق واحد لا شريك له

س 13 : ما الدليل على أن الخالق لهذا العالم هو واحد ؟

ج 13 : دليلنا على ذلك انه لو كان الخالق له اثنين لزم أن يكون مركبين من شيئين اثنين :

 أحدهما الشيء الذي اشتركا فيه و هو وجوب الوجود .

 ثانيهما الشيء الذي به يتميز كل واحد منهما عن صاحبه ليكونا اثنين، والمركب مفعول يحتاج إلى فاعل و المحتاج إلى خالق لا يصلح أن يكون إلها خالقا، فلا جائز عقلا أن يكون الخالق اثنين بعد أن ثبت استغناء الخالق و قدمه و عدم احتياجه مطلقا .

 

دليل آخر على وحدة الخالق

س 14 : هل هناك دليل غير هذا ؟

ج 14 : أجل لو كان مع الخالق شريك فإما أن يكون أحدهما قادرا على أن يكتم شيئا عن شريكه أو غير قادر على ذلك، فان كان قادرا على ذلك جاز على شريكه الجهل  و الجاهل ناقص و الناقص لا يكون إلها خالقا قديما معطيا و إن لم يكن قادرا على الكتمان كان عاجزا في نفسه و العاجز أيضا ناقص فلا يصلح أن يكون خالقا معطيا القدرة لغيره فإذا تسجل بطلان هذا ، ثبت أنه واحد لا شريك له .

 

دليل آخر على توحيد الله  

س 15 : اذكر لنا غير هذا ؟

ج 15 : لو كان للخالق شريك لوجب أن يكون مماثلا له في العلم و القدرة و القدم و إذا كان كذلك جاز أن يريد أحدهما تحريك جسم و أراد الأخر تسكينه في الوقت نفسه و حينئذ إما أن نقول بجواز وقوع مرديهما بلا تدافع فيلزم أن يكون الجسم الواحد في الوقت الواحد ساكنا متحركا و بطلانه في غاية الوضوح لإستلزامه اجتماع النقيضين و هو محال عقلا و إما أن نقول لا يجوز أن يقع شيء من مراديهما وهو محال أيضا لإستلزامه الخلو على معنى خلو الجسم من الحركة و السكون وهو واضح الفساد و لأنه يلزم أن يكونا متساويين في القدرة و معه لا يمكن أن يكون فعل أحدهما أولى بالوجود من فعل شريكه لإستلزامه الترجيح بلا مرجح وهو باطل و في هذا أقوى دليل على فساد أفعالهما معا و إلى هذا أشار القرآن الكريم بقوله تعالى { لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا } / الأنبياء - 22 ، و إن قلنا بوقوع مراد أحدهما و امتناع الآخر فهو دليل على أن شريكه

ضعيف ممنوع عاجز خارج عن وصف القدم فان من صفة القديم أن يكون قادرا لذاته لا يتعذر عليه ما يريد ولان وقوع مراد أحدهما يدلنا على رجحانه في قدرته على صاحبه إذ لو لم يكن أقدر منه لم يقع مراده دون مراد شريكه و هذا يكشف بوضوح عن ضعف صاحبه و عجزه من أن يوقع مراده و الخالق طبعا لا يكون ضعيفا عاجزا و إلى هذا أشار كتاب الله بقوله تعالى { إذن لذهب كل اله بما خلق و لعلا بعضهم على بعض }/ المؤمنون -91 ،  لأن تعدد الآلهة يستلزم اختلافها و الاختلاف يؤدي الى الفساد و عدم الانتظام و يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ( لو كان معه اله لأتتك رسله ) فهذا القول يدل على أن منكر التوحيد يكون مدعيا من حيث كشف الأثر عن وجود المؤثر وذلك أن عدم إتيان الرسل من قبل اله آخر كاشف عن عدم وجود اله آخر

 

فمدعي وجوده يحتاج إلى برهان و ضرورة العقل قاضية بعدمه و امتناعه فثبت أن الخالق واحد ، لا ثاني معه فان قيل إنما يقع التمانع بينها إذا أراد أحدهما ضد ما يريده الآخر، أما إذا كان لا يريد ضده فلا يقع بينهما تدافع فيقال فيه أن القادر لا يكون قادرا إلا إذا صح منه الشيء و صح منه ضده خاصة إذا كان قادرا لنفسه كما في المقام فانهما إذا كانا قادرين لأنفسهما صح أن يريد أحدهما ضد ما يريده الآخر فيقع بينهما ما ذكرناه و إن قالوا التمانع إنما يقع إذا لم يعلم كل منهما أن ما يريده الآخر حكمة إما إذا كانا عالمين بها فلا يقع بينهما تدافع فيقال لهم بان علم كل منهما أن ما يريده  صاحبه حكمة لا يمنع من صحة إرادة ضده لأن عدم فعله لذلك شيء و صحة إرادته له شيء آخر فان كونه قادرا يعطي انه ممكن الوقوع و إن لم يفعل فيتحقق بذلك جواز التمانع و إمكان اجتماع الضدين في الوجود ، محال عن العقول .

 

دليل آخر على توحيد الخالق

س 16 : هل هناك دليل غير هذا ؟

ج 16 : نعم، لو كان خالق العالم اثنين لكانت بينهما فرجة و إذا كانت بينهما فرجة كان محتاجين إليهما و إلى حيز يفصل أحدهما عن الآخر و المحتاج ناقص والحيز سابق على صاحبه والناقص لا يكون إلها والمسبوق بغيره لا يكون خالقا، فلا يجوز أن يكون الخالق له اثنين .

 

دليل آخر على وحدة الخالق  

س 17 : اذكر لنا غير هذا .

ج 17 : ان العقل حاكم بأن الخالق للعالم كله يجب أن يكون موصوفا بالكمال المطلق و الكمال المطلق لا يليق الا بواحد لأن الشريك له نقصا عليه .

دليل آخر على وحدة الخالق

 

س 18 : اذكر لنا غير هذا .

ج 18 : لو كان الخالق للعالم اثنين، لكانا غيرين و حقيقة الغيرين انهما اللذان يجوز وجود أحدهما و عدم وجود الآخر إما من حيث المكان و الزمان أو على أي وجه كان و لسنا نعرف شيئين كهذين إلا قطعنا بأنهما غيران، و هذا مانع من أن يكون الخالق اثنين لان فيه جواز عدم أحدهما و من جاز عليه العدم فليس بقديم و خالق العالم قديم لا يجوز عليه العدم فلا يجوز عقلا أن يكون الصانع له اثنين .

 

في صفات الله الثبوتية

س 19 : ما هي صفات الخالق الثبوتية التي يجب أن يوصف بها ؟

ج 19 : صفات الخالق الثبوتية ثمانية :   

 1- عالم

 2- قادر

 3- حي

 4- مريد

 5 - مدرك

 6- قديم أزلي باق

 7- متكلم

 8- صادق

 

س 20 : ما هي الصفات الذاتية ؟ و ما تعريفها ؟

ج 20 : صفات الله الذاتية هي التي لم يزل عليها و لا يزول عن استحقاقها و لا يجوز سلبها عنه في حال و إثباتها له في حالة أخرى و لا يجوز تخصيصها بحال، كالحياة و القدرة و العلم و الموجود و القديم و الباقي فهذه الصفات كلها عين ذاته وتمام حقيقته بلا تعدد و لا اثنينية و لا مغايرة جهة لجهة فهو عالم حقيقته بلا تعدد و لا اثنينية و لا مغايرة جهة لجهة فهو عالم بما هو قادر و قادر بما هو عالم بل هو كل العلم و الحياة و القدرة و هكذا بقية تلك الصفات فانه قد استحقها لذاته لا لمعنى آخر .

 

الدليل على أن صفات الذات عين الذات

س 21 : ما الدليل على أن صفاته الذاتية عين حقيقته ؟

ج 21 : دليلنا على ذلك انه لو كان عالما بعلم و قادرا بقدرة و حيا بحياة و باقيا ببقاء لزم إما أن تكون هذه الصفات معان قديمة معه في الأزل لزم وجود قدماء كثيرين من جهة و مشاركة هذه المعاني له في أخص صفاته و مماثلتها له من جهة أخرى و هذا يستلزم بطلان التوحيد و قد أثبتناه بالقطع و اليقين على أن الصفة لو ماثلت الموصوف لم تكن صفتها للموصوف أولي من أن يكون الموصوف صفة لها و تلك قضية المماثلة و لازم هذا إما قيام الصفة بلا موصوف و الكل باطل في أوائل العقول ثم إنها لو كانت زائدة على الذات و عارضة عليها لزم احتياجه إليها و يجئ عليه التركيب وذلك لا يجوز على الخالق الغني

 

 و إن كانت تلك الصفات حادثة لزم إن يكون قبل حدوثها غير مستحق لان يوصف بها و قد ثبت بالضرورة انه تعالى لم يزل عالما قادرا حيا باقيا لأنها لو كانت حادثة لاحتاجت إلى محدث يحدثها و لا يجوز أن يكون المحدث غير الله لأنه الفاعل الأول والقديم الذي لم يزل فكيف يصح عند العقل أن يفعل الحياة لنفسه من لا حياة له أو يحدث القدرة من لا قدرة له و قد ثبت (إن الفاقد غير معطي)(والمعطي غير فاقد ) و هذا في البطلان أوضح من بياض النهار و من ذلك تعلم أن صفاته الذاتية هي عين ذاته و تمام حقيقته .

 

في معاني الصفات

س 22 : ما معنى أن الله عالم ؟

ج 22 : يعني ليس بجاهل .

 

س 23 : ما الدليل على انه ليس بجاهل ؟

ج 23 : دليلنا على ذلك أن الجهل صفة نقص و الله منزه عن كل نقص و مستحق لكل كمال أنفس .

 

س 24 :  ما معنى انه مختار ؟

ج 24 : يعني انه ليس بمجبور على أفعاله .

 

س 25 : ما الدليل على انه غير مجبور ؟

ج 25 : دليلنا على ذلك انه لا يصح منه فعل العالم و يصح منه تركه و المراد من العالم كل موجود سوى الله فان القادر لا يكون قادرا إلا إذا تساوى عنده الفعل و الترك و لأنه لو كان مجبورا على فعله كان نقصا عليه و قد ثبت أنه منزه عن كل نقص و واجد لكل كمال فان الاختيار كمال فيجب إثباته له و لان وجود العالم و ثبوته بجملته و أجزائه و جزيئاته بعد عدمه بالضرورة ينفي كون تأثيره تعالى في العالم بالإيجاب و القهر وبدون اختيار و بذلك يسقط قول القائل ( أن العالم هو واحد  لم يخلقه اله و لا إنسان و قد كان و لا يزال و سيكون شعلة إلى الأبد تشتعل و تنطفئ تبعا لقوانين معينة )(كلام أحد الشيوعيين) إذ كيف يعقل أن يكون العالم واحدا و نحن نراه بأم العين متكثرا يزيد و ينقص و كيف (لم يخلقه اله ) و نحن نراه بالوجدان متغيرا متبدلا من حال إلى حال و هو يدلنا على حدوثه و أن الذي أحدثه خالق قدير و كيف يصح أن يكون (كان و لا يزال و سيكون شعلة) ونحن نعلم انه لم يكن ثم كان فكونه غيره و كيف ( لا يزال ) ونحن نعلم أن كل حادث يؤول إلى الزوال و هل معنى العالم إلا

 

الموجودات التي نراها تزول و تفنى و تتبدل وكيف ( سيكون شعلة ) ومن هذا الذي جعله شعلة و كيف صار شعلة أمن نفسه أم من غيره فإن كان من نفسه لزم تأثير الشيء بنفسه و إيجاده لنفسه و هذا محال باطل كما تقدم وإذا بطل هذا ثبت أن الذي جعله شعلة غيره و هو قادر على فنائه و زواله كما أنشأه أول مرة ثم من هذا الذي قنن تلك القوانين المعينة التي بسببها يشتعل و ينطفي إذ كل قانون لابد له من مقنن كما لا بد للقمر الصناعي من صانع و كيف يعقل أن يكون العالم لا يزال على حد تعبير هذا القائل و هو يشتعل و ينطفي و الانطفاء زوال للإشتعال و الإشتعال زوال للإنطفاء و كيف يتصور من له عقل عدم زواله و هو تابع لتلك القوانين المعينة يدور مدارها وجودا و عدما بقاء و زوالا و هل هذا إلا قول متناقض لا يفهم ما يقول ، و يقول ما لا يفهم ويتهجم على علم راسخ المباني محكم القواعد لا يلبث أن يتحطم إذا ارتطم به .

س 26 : ما معنى أنه قادر ؟

ج 26 : يعني أنه ليس بعاجز .

 

س 27 : ما الدليل على أنه ليس بعاجز ؟

ج 27 : دليلنا على ذلك ما تقدم من أن الخالق لجميع المخلوقات يجب أن يكون متصفا بالكمال المطلق و العجز مناف للكمال فلا يجوز عليه .

 

س 28 : ما معنى أنه حي ؟

ج 28 : أنه ليس مثل الجمادات و ليس معناه أنه ذو روح .

 

س 29 : ما معنى أنه مريد و كاره ؟

ج 29 : يعني أنه يريد الحسن : أي يأمر به، و يكره القبيح : أي ينهى عنه .

 

س 30 : ما معنى مدرك ؟

ج 30 : يعني أنه عالم بجميع المدركات وأنه سميع لا بأذن و بصير لا بعين و أنه لا يخفى عليه شيء في الأرض و لا في السماء و هو العليم الخبير .

 

س 31 : ما معنى قديم أزلي ؟

ج 31 : يعني أنه غير مسبوق بالعدم لوجوب وجوده و قدم ذاته .

 

س 32 : ما معنى أبدي ؟

ج 32 : يعني أنه لا يلحقه العدم و لا يجوز عليه الفناء لوجوب وجوده و هو يستحيل عدمه عقلا .

 

س 33 : ما معنى متكلم ؟

ج 33 : يعني أنه لا ينطق بلسان بل يخلق الكلام و يوجده في بعض مخلوقاته كالشجرة مثلا حين كلم موسى عليه السلام و كجبرائيل حين أنزله بالقرآن على نبينا محمد (ص) .

 

س 34 : ما معنى أنه صادق ؟

ج 34 : يعني أنه لا يجوز عليه الكذب لأنه صفة نقص تنافي كماله المطلق فلا يصدر منه .

 

صفات الله السلبية

س 35 : ما هي صفات الله السلبية التي يجب و صفه بها ؟

ج 35 : صفات الله السلبية سبعة :

 1- ليس بمركب .

2 - ليس بجسم .

3- ليس بمرئي لا في الدنيا و لا في الآخرة .

4- لا يحل في مكان و هو في كل مكان .

5-  ليس له شريك .

6- ليس بمحتاج .

 7- نفي معاني الصفاه عنه .

س 36 : ما الدليل على أنه غير مركب ؟

ج 36 : دليلنا على ذلك أن كل مُركَب يحتاج إلى مُركِب، و قد ثبت أنه غني مطلق .

 

في أن الخالق ليس بجسم

س 37 : ما الدليل على أنه ليس بجسم ؟

ج 37 : دليلنا على ذلك أن كل جسم لا ينفك عن الأكوان الأربعة و هي الحركة و السكون و الاجتماع و الافتراق وهي حادثة لتغيرها و تبدلها وما لا ينفك عن الحوادث يكون محدثا فيلزم حدوث الله و قد ثبت أنه واجب الوجود لذاته فلا يجوز أن يكون جسما و لأن الجسم مركب و هو محتاج إلى أبعاضه وِ إلى فاعل يركبه فيكون واجب الوجود محتاجا و مفعولا و يكون ممكنا و قد ثبت بالضرورة أنه واجب  فلا يجوز أن يكون جسما .

 

في أن الخالق لا يرى

س 38 : ما الدليل على أنه لا يرى في الدنيا و لا في الآخرة ؟

ج 38 : دليلنا على ذلك أن أحدنا لا يرى إلا بالحاسة و الرائي بالحاسة لا يرى إلا ما كان  مقابلا كالجسم أو حالا في المقابل كالألوان أو في حكم المقابل كالوجه في المرآة لذا فانك تحكم بكذب من يخبرنا بأنه رأى شيئا لم يكن كذلك كما أنك تحكم بكذب من يخبرك بأنه رأى جسما غير ساكن و لا متحرك و لم يكن الخالق كذلك امتنع رؤيته عقلاً .

س 39 : يقول بعض الناس إذا كان الله موجودا فكيف لا نراه، فما يكون ردهم ؟

ج 39 : يقال لهم  ليس كل موجود يجب أن نراه فإن العلوم موجودة و لكن لا نراها و الجوع و العطش و الطعوم و الآلام و الخوف و الجبن و نحوها من الصفات كلها موجودة و لكن لا نراها و معنى هذا أنه لا تلازم بين وجود الشيء و بين رؤيته وأنه لا يلزم من وجوده رؤيته ثم أن البصر من الأجسام الكثيفة و الخالق لطيف فكيف يدرك الكثيف اللطيف، و إلى هذا أشار القرآن الكريم بقوله تعالى { لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار و هو اللطيف الخبير } / الأنعام : 103 .

س 40 : ما معنى أنه لا يحويه مكان و هو في كل مكان ؟

ج 40 : يعني أنه لو كان في مكان لاحتاج إليه و كان مسبوقا به و قد ثبت قدمه و غناه فلا يجوز أن يكون محتاجا و مسبوقا بغيره و معنى أنه في كل مكان أنه عالم بكل كائن محيط بكل شيء لا يعزب عنه مثقال ذرة لا في الأرض و لا في السماء و هو بكل شيء محيط و لأن  ذلك يقتضي حصره و تناهيه و يلزم أن يكون في حيز فيكون في جهة و لا يكون في جهة إلا جسم أو بعض جسم أو عرض أو ما في حكم العرض و قد ثبت أن الخالق ليس بجسم و لا بعض منه و لا عرض و لا في حكم العرض فلا يجوز أن يحل في مكان أو في غيره من مخلوقاته .

س 41 : ما معنى نفي الصفات عنه ؟

ج 41 :يعني أن صفاته ليست مغايرة لذاته كما في المخلوقين بل مرجع الصفات الثبوتية إلى صفات سلبية فمعنى قادر يعني ليس بعاجز و معنى عالم يعني ليس بجاهل و هكذا إ لى آخر الصفات .